فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

(وفي حكاية أخرى)

  • علي أزحاف

أحن الى “أنا”أخرى..
كنتها في زمن ما..
كنت بوذا الحكيم
وكان لدي أتباع كثر..
يدوًنون كلامي
ويرددونه كما الببغاء..
وحين انتقلت الى عالم الموتى
جعلوا من قبري معبدا …
وأحاطوه بتماثيل لا تشبهني..
وأذكر أنني كنت صنما
تركع له العباد في الجاهلية..
وحين تذكرني الله
هدمني الساجدون…
ورجموني بألف حجر..
وفي حكاية أخرى
كنت أيضا عصفورا
إصطاده طفل صغير
ووضعه في قفص ونسيه..
فمات بالجوع والعطش..
وكنت أيضا جملا
في قافلة تعبر الصحراء
أحمل الحرير و التمر
وأعود بالفاكهة والذهب..
وفي زمن الحروب الصليبية
كنت سيفا قطعت به
الكثير من الأيدي والأرحام..
ثم وضع في متحف
يشهد على حروب دامية..
وكنت اوراق شجرة
في حديقة أندلسية
شاهدت الكثير من قصص
العشق والمؤامرات الطائفية..
وكنت فيلسوفا يونانيا..
اختار أن يبتلع السم
على أن يخون مبادئه…
وفي حروب القنابل النووية
كنت جنديا فقيرا يكتب
كل يوم رسالة الى حبيبته..
وحين قتل أصبحت الرسائل
فصلا حزينا في أول المسرحية..
وكنت مهرجا في سيرك..
أضحك الناس على شجوني
وأعود وحيدا الى همومي..
وكنت أقدم روائي على الأرض
كتبت عن الرجل الذي
تحول إلى جحش ذهبي..
وأخذ الحكمة من عقول واهية…
وكنت فنانا تشكيليا..
استيقظ جثة باردة
في حديقة الغربة العارية…
وماسحا للأحذية …
ومؤرخا أرخ للجوع
في مصر وممالك أفريقية
ودون الأساطير البائدة..
وحاولت مرارا أن أكون
شاعرا جوالا أروي الملاحم
للمسافرين المتعبين المشتتين
على أبواب المنافي والطرقات..
وجدتني أكتب كل ذلك
ومازلت أكتب لعلي يوما ..
أعرف من كنت ومن أنا..
داخل هذه الحكاية السوريالية..

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *