نجاة علي
بدا رومانتيكيًّا هذه
المرَّة
– على عكسِ عادتِه معها –
حين اقترب من مقعدِها
بودّ يثيرُ القلقَ
لم يكتشفْ أنها
جثةٌ باهتةٌ
تتأملُه – فقط –
بعينين شاردتين
بين الشخوصِ التي
تتحركُ
في العرضِ
– دون جدوى –
وبين خيطِ الدماءِ الذي
يسيلُ
ببطءٍ
من شريان يدها
اليسرى
عابرًا – وحدَه –
للعتمةِ التي تفصلُ
بينهما.
كان مشغولا بأن
يُعلِّمها
– بمهارة المحترفين طبعا –
كيف تترجمُ الاستعاراتِ
التى تقبعُ حولها
في كل ركنٍ,
كانت تخشاها
دومًا
دون أن تعرفَ
أنها صارت تشبهُ
ببؤسِها
ماريو “ساعي البريد”
وأن الجالسَ بجوارِها
– هو نفسهُ –
كان استعارةً عن
شيءٍ لا يأتي أبدًا.