نور العبدالله
في المرطبانات
تخبئُ أمي أعضاءَ الجثث
كلما نقصَ لأحدهم عضو
طرقوا بابنا
ذاتَ مساءٍ
طرقَ بابنا شابٌ وسيم
لا قلب لديه
بحثت أمي بين مقتنياتها
ولم تجدْ بينهن قلباً
أخرجت كيساً شفافاً
وواستهُ بقلبها
لقد قسَمت قلبها لأربعِ أقسام
مذّ وضع ربع قلبها بصدره
إعتلت وجههُ ابتسامة
لقد كان ينقصني ثدي
بترتهُ امي
وأعطته لامرأة اكلَ السرطان ثدييها
وصغيرها بالمهد يتلكأ يريد النهد
والدي يزرع الخير بكل مكان
وينذر تعبه لراحتنا
والدي يحذرني مراراً من الزيت المغلي
ومن أسطوانة الغاز
هو لايعلم انني أسطوانة أيضاً
لقد كنت أخبئ نفسي بغرفتي
أخلق ابطال
واخاف ان أجعد الورقة
كي لا يموتوا
فقط كنت أحرقهم
كنت احرقهم كآيةٍ لايحق لنا ان نمزقها
لم يصمد أحد أمام عقلي
وجميعهم وقعوا صرعى أمام قلبي
على مسارح الخذلان تنسدل ستائر الهذيان
وتظهر الجثث تمثل أدوار الندم
ويظهر الشهداء بحلقة ِ عتابٍ و عتاب
كنت من الجمهور
لقد تركتَ يدي بين آلاف الأيدي
لقد كنت عمياء!
أتمسك بأيدي المارة
لقد كنت تقرب شفاهك لأذني
ماذا تخبرك أقراطي؟
لقد أهديتني تفاحة وضعتها
بدل نهدي المبتور
وذات يومٍ طُرِقَ بابنا
وعاد الشاب الوسيم
يشتكي لأمي ألماً بقلبه
ويقول لها أنه مغشوش
امي لاتتوقف عن عطائها
لم تخبره أنه قلبها!
قدمتني له كشفاء!
نعم..
بمدينتي نتبادل الأعضاء
بدل السلام
نتبادل الأعضاء بدل القُبل
آووه الباب يطرق
هناك حالة ولادة يحتاجون شيئاً ما.
