فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

كتابات

يا أيها العام الجديد..

آزال الصُّباري/ اليمن

لا فرحة ألبسها هنا، رفوف دولابي مكتضة بذكرياتٍ دربها الحزنُ كيف تَنْفُضُ بخبثٍ غبارَها فوق مسامات وقتي كلما حاولت أن أخلع الأمل الميت فوق أنفاسي وأهرب إليها.

لا ابتسامة هنا غير حروفٍ تختطف الأمل سراً من عيون الانتظار، أقصد حروف المجهدين و المتعبين أمثالي والمخبئين أوجاعهم خلف الجبال.
يخبئونها كي لايراها الفجر عند قدومه فينكسر، وتنكسر عيونهم فوق أرصفة العابرين بصمت والصامتين يأكلهم حزنهم على النور الذي انكسر.

لا أملك تهنئة تشفي جروح الأزمنة التي تتأوَّه منذ أتتني، صداها يأكل المسافات، تردده خطواتي المذعورة والمتساقطة، لا أدركها ولا هي تنتظر المزيد مني.

أيها العام الآتي لا محالة
أتستطيع أن تقدم لي وطناً؟ أعدك أن أحتفل بك حينها.

فقط بعد أن أحمل هديتك العظيمة وأقدمها نيابة عنك للنائمين على الرصيف يأكلهم الجوع والبرد منذ تلك الأزمنة التي حدتثك عنها.

سأحملها للملتحفين صبرهم خلف أبوابٍ يقتحمها الفقر وينتهك أقفالها الذلُّ وتوصدها المراراة.

سأحملها لكل أحبتي المبتهلين بالأدعية ينتظرون سحابة تغسل حزنهم.

سأحمل هديتك لترقص معيَّ الفراشات فوق عطر الورد، فتستعيد الربى ألوانها المسلوبة.

ستكون هديتك بيتاً خبراً ولباساً وكساءً وسلاماً يلبسه الجميع.

أنتظر وطناً لأحتفل به، لأحتفل بك أيها العام الجديد.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *