فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

وطنٌ بعيد// من يغفر لهذي اللغة هفواتها؟

ريتا الحكيم

 

الوطن البعيد.. يبكي كلما قرأ رسائلي إليه
يزحف نحوي وحيدا.. في غربة تشبه غربتي عنه
يقرأني بقلبه وروحه
كما أفعل أنا في مشاهد غيابه
الثلاثية الأبعاد
وجوه
أمكنة
أرواح
يترجل عن مسرح الوجع الجوال
يتلوى.. يرقص على أصابع الوقت المبتورة
وحين يصاب بقذائف التعب
يزفرني آهاتٍ تلوذ بأهداب اللغة
تعتكف اللغة المخاتلة صومعة الصمت
وتغادره إلى جهة مجهولة
يبقى وحيدا
أبقى وحيدة
والنص الذي أكتبه الآن يقف على الحياد في منطقة رمادية
ذات بعد واحد لا أكثر.. نكاية بألوان قوس قزح
تكذب اللغة حين تدّعي أنها تجيد التعبير
وأكذب أنا حين أتكئ عليها لأكتب عن وطن هاجر
إلى غير رجعة
اللغة عاجزة عن تقريب وجهات النظر
عاجزة عن بلسمة جراح تشاركناها في ضماد واحد
لا شيء يصمد أمام نزيف البعد
من يغفر لهذي اللغة هفواتها؟
من ينقذها من مطبات التحديثات الحالية
ومن ينقذني من جنحة انتمائي إلى جدائل الغيم المنهمر على رهانٍ لا بد خاسر
أهو الزمن؟
النسيان أم الموت؟
المنصتون والمتفرجون كثر
المسرح يهوي
الوطن ينتحب
وأنا والنص.. من خجلٍ ننزوي ونذوي

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *