فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

واعدون

لا أبالي بمن ينهشهم البرد!

الخطّاب الزيدي

توقفت
عن كتابة الشعر، عندما
انشغلت بنفسي
تركت قراءة الدواوين والروايات
واجتهدت في مذاكرة دروسي
أخذت من الوقت،
للإنشغال بمستقبلي أكثر
مما كنت أنشغل به في
حياة الآخرين،
حتى كدت أفقد موهبتي
وأهملت ما يجري
في الواقع الآن،
وجدت نفسي أميل بقوةٍ
إليّ،
ولا أبالي
بمن تمزقه الرصاصات
الطائشة،
لا أبالي بمن
منحني الكلمات لأسطر
فضائله في مؤلفاتي
الغائبة حتى الآن،
لا أبالي
بمن ينهشهم البرد، ذهاباً وإياباً
والليالي القارسة
بمخالب الجوع والعذابات.
لا أبالي بمن مات أمس
ومن يموت اليوم،
ومن سيموت
في الغد،
أصبحت قاسي القلب لا يهمني
سوى انتصاراتي
والناس تخسر أرواحها، وأنا لا
أبالي.
أصبحت لئيماً فقد اتخذت
اللؤم قفزاتي للتقدم،
أصبحت بمفردي
لا الناس معي ولا الشعر أيضاً،
ولا ذاك الضوء أحبني.
أفتش عني فلا أجدني
غرقت في اليابسة بين
ركام الأتربة الصدأة التي
تشبه أفعالي
التي لم أقوم بها
وإنما تتلوني من بُعد أحياناً،
عندما توقف بي قارب الظلال
أيقظني طائر الإلهام
عند بوابات الجحيم،
أمسكت
بالماء وتركت القارب يفر
من النار التي تهيم بنا آنذاك،
عاد وعيي المهاجر وراء توابيت
اللهو،
وعندما قرصني اللهيب
أيقنت أن الحياة لغماً موقوتاً
ولا بد لها أن تنفجر يوماً ما،
تركت حب الذات، واهتممت
بمن يؤكسده الوغى الكافر
عدت إلى حيث كنت،
عدت إلى قراءة الواقع؛
سلبياً كان أم إيجابياً
عدت إلى قراءة الذين خُلِقوا
من نور وطين،
عدت إلى من منحته الدفء
فأهداني جاكيته لأدفئ جسدي
من البرد،
عدت إلى من تقاسمنا الخبز
والجراح والمآسي الآفلة بالألم،
عدت إلى ذاك الهواء النقي
الذي افتقدته في معركة
الصحراء والبحر،
حيث لا
توجد الصخور الآتية من
جبال المنافي،
عدت إلى الطائر الذي
أنقذني من السقوط في الشعلة،
عدت إلى القارب الذي
أنقذته من الوقوع في الحريق…

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *