نسيبة علاونة
نعم أنا أضحكُ كثيرًا
والحزنُ الشَّرِهُ لا يأكلُ مفرداتِ وجهِي
وبكل جَلسَةٍ يقِفُ السُّلَّمُ الموسيقِيُّ في حنجَرَتِي
حتّى يسقُطَ أفُقِيًّا في حلقي و أختنقُ
فأضرِبُ كفّيّ مِرارًا كضابطِ إيقاعٍ يُنقِذُني
أقطّعُ الكلماتِ حرفًا حرفًا
أقذفُها عاليًا فتسقط من جديدٍ على رأسِي
كقُبَّعةِ مُهَرِّجٍ حمراءَ
ترُوقُ للصَّديقاتِ وتَعدِلُ مزاجَهُنَّ الغريب
في الحافلةِ ضحكتي أغنيةُ الحالمينَ بالعَودةِ
تحتَ المطرِ ضحكتي مِظلَّةٌ للحَمامِ
في الطُّرُقاتِ ضحكتي أشجارُ صُنوبرٍ
تُعَلّقُ على أغصانِها صُرَرُ الأحلامِ
نعم أنا أضحك كثيرًا
لأعيشَ قليلًا.