فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

محاولات في الإنتحار

عبود الجابري

 

لديَّ فكرة جميلة عن الإنتحار

يمكن تلخيصها

بالصعود على سطح بناية عالية

والنظر بأسفٍ شديد إلى ضآلة الاشياء

تلك التي رأيتها كبيرة

حين كنت على مقربة منها

 

***** 

المنتحرون جميعهم على حق

هكذا قرأتُ في سيرِهم

ربَّما يكون ذلك سبباً

يجعلني أفكّر بكتابةِ سيرتي 

 

***** 

أشبه مروحةً مريضةً

لي رأسٌ مائلٌ مشغولٌ بالتلفّتِ

وفي قلبي ألسنةٌ تدور

كي ْتشعل ناراً هنا

وتطفيءَ ناراً هناك

 

***** 

أخطأتُ في كتابة العناوين

لكنّي لا أعرف 

من وصلتهم رسائلي

فبعضها يحمل أدعيةً

كتبتها إلى الله بشكلٍ شخصي

لم يكن الأمر هينا كما كنت أتصوره

فقد سعيت ببراعة الجائع لأبدو عفيفا 

وانتقيت ُ الفاظا لاتخدش المسامع

كما لو كنتُ أكتب أغنية

لمطرب ذائع الصيت

 

***** 

ليس الموتُ بمعزلٍ عن اللغة

فأنت حين تحدِّثُ عن الماءِ

تلجأ ُ إلى كلمةِِ البحر

لتبرّرَ نهايةَِ الغريق

الذي أخطأَ 

في رسمِ أقدامه على اليابسة

 

***** 

أزرعُ في البريّة قلبي

وأقول : ستمطر بعد عام

ذلك مايجعلني أحلم بشاهدةٍ خضراء

 

*****

لاأحتمل فكرة الخطيئة

إلاّ عندما أكون قاتلاً

لكنّي لا أجد من هو أقرب مني إليّ

لأحدّثه بالنوايا التي ترتسم على وجوه أسلحتي

ربّما سأكون ضحية نفسي

حين أفكر أن أتحدّث عن رغبتي هذه للسكين الصغيرة

تلك التي لم تعد تصلح لتقشير برتقالة 

قد يشفع لي ذلك عند حبيبتي

كي تسنَّ لي مديةً لاتترك أثراً على جلد الطعين

وحسبي أنْ افكّر بطعنة أجمل

حتى لايشار إلى موضع الندبة الكريه

حين يكرهني موتي القادم

على السير عاريا

 

***** 

ليس في الغابة سواي

فربّما كنت وحشاً

يتسلّى بالأغاني في طفولته

وعلي أن أفترس ماتبقى منّي

قبل تساقط اسناني

 

*****

لم افعل شيئا

سوى انني قمت بتقليبها

ثم رميتها بين أخواتها

كعابر لايحمل في جيبه

مايكفي لاقتناء الحياة

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“تلوين الأعداء”

2017

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *