ملاك الجنيد
في هذا الصمت المخيف مللت الإنتظار
أُريد أن أرتاح من وجع السفر
يا أنت إعتق حرفك من عصمت الصمت
وحرر أنفاس الغمام…
إكتب لوجه الحب حرفاً،
كالفراش في هواء طلق
وانثر عبير الكلام على جسد المساء
وإن شئت..
هُز إليك بجذع ذاكرة المكان..
تسّاقط عليك ساعات اللقاء
مخضبة بالحنين تشكو النسيان
فتعال واكتب حان قطافها
قد أينعت ثمار الحب
وبلغت شفتاي الإبتسام ..
أليس في آذار تُحصد الأحلام؟
أم أني مازلتُ متلبستاً بجنوني العتيق؟
أهذي المواسم
أُزين ساحات الإنتظار بأمل لقياك
فلقد مللت كل هذا الإنتظار
أرفع تمام حضوري لمقام غيابك
وأطلب الغفران كوني مازلتُ أنتظر..
في ذلك المكان أتأمل فجرك في المغيب…
أتحايل على الشوق بصورة لم تكتمل
أستشعر دفء أنفاسك يسري في أوردة الليل
أرقبُ وجهك كسماء ملبدة بغيوم الصمت
يحملني صوب المجهول في اللامكان مُنعزلة
متى يبتسم لون الطيف كي أُكْمِلَ اللوحة؟
فأنا طفلةٌ لم تبلغ سن الفطام يا سيدي.
متى تُرفع أستار المستحيل
وتُسفر عن وجه القمر
متى تأذن لغيماتٍ ترعاك بالمطر
وتبلل وسائد الشوق
وأقيم ارتحالي فيك
وأستكين من وجع السفر.