فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

خسوف القلب

رأفت بدرالدين

 

أتعلمين..
أنا لا أبكي في العادة ..لا ..ليس بالضّبط هكذا ..فأنا في الحقيقة أبكي كثيراً ..ولكن دموعي لا تسيل ..أخبرتكِ بذلك ربّما..

بكائي لا يخرج على شكل دموع من عيوني ..إنّما يبقى حبيساً في داخلي ..وعندما أمتلئُ به ..أشعر ب خَسْفٍ في قَلبي ..

خسوفُ القلب ظاهرةٌ مؤلمة ..نَشعر بها جميعاً..ولايمكن لغيرِنا أن يراها ..

أنتي الآن لا تعرفين أنّ رحيلك قد سبّب خسوفاً كاملًا..ليس في قلبي فقط ..وإنّما ..من الدّاخل ..أنا مظلمٌ تماماً.

الشموع تبكي أيضا على طريقتها ..تبكي حتى تموت ..

أكره أن أُشعلَ شمعةً ..وإن فعلتُ ..أنتظر انطفاءها ..وأقضي كلَّ الوقت أراقبُ ظلّي المكسور على جدرانِ غرفتي الباردة ..

-غرفتي تشبهُ غيابكِ .

ربّما وأنت تقرأين الآن ..ستضحكينَ على بلاهتي ..ربّما ستبكين ..وربما لن تمرّي على وحدتي …لا أعرفُ تماماً ..ولكن حتماً هناك طعنةٌ في داخِلكِ ستُخبركِ أنّ النّهايات مؤلِمة .

– النّهاياتُ نصالٌ من الألم ..تطعنُنا في وحدتنا..أهمُّ أسبابها.. أن نبدأ بشيءٍ جميلٍ يشبُهكِ.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *