الرئيسية / نصوص / أمازيغ

أمازيغ

سونيا الفرجاني

*إلى روح جدتي لأبي:

لو أنّها لم تذهب سهوا
إلى فكرة الموت
لكانت اليوم تشرب شايا معي
وتُقشّر عباد شمس.
لكنكم أحياء ،وحيدون مثلي
وستعيشون معي،فداحة كلّ شيء،
وحماقة شراء التوت في موسمه
وشراء الفراولا.
أفرييييل….
شهر الحُمرة،
والدّماء التي تسيل من قلبي،خدوشا،
في غيابها.
“خَدُّوجَةُ،بنت السّعيد البحّار،
وَشمَتْ شطر قلبي بصوتها،
وشطره الباقي رَسَمَتْهُ على مقربة من بيت ،خادم الخاتم
فأخذته مني الخرافة
ورمّمتْ به خراب العالم.
أشعر بعدميّة المشي
وسخافة الأصابع التي تتحرّك خارج غاية ضمّها،
الأرض بركة سوداء
والسماء مكانس تتربّص بي.
لماذا أخطأتِ الطريق
وذهبتِ للموت سهوا،؟
لأني لم أزرك أسبوعا تاما
فخرجتِ تبحثين….؟؟؟
هل تشمّ الكلاب جيفتي بعدك؟
وتعضّ رأسي؟
أشتاق إليك
ككلب جائع،
وأنقضّ على صورتي ،فأرعبها.
أشعر بصداع يضغط رأسي،
كأنه طيات ثوب لم يُطوى.
لكني،سأُسعف الموت
وسأُسعف أفريل
لن أُكسِبه توتا إضافيّا
وحمرة فاقعة
سأنهض لأجل وجهك البارد
ألصق لحمي على شروخ هذي البيضة المشقوقة
لينبُت ثغرك مرّة أخرى.
لست أبكي،لن أبكي،
أنا أحبّك
وأبتلع الفراولا بلا قضم.
أفرييل
شهرك الأصليّ،
فيه ولدتِ وفيه ذهبت سهوا إلى فكرة الموت،
العظماء فقط
يختارون شهرا واحدا،لإحراج الوجود بنقضين.
أيتها الهويّة التي تطاول المنفى عليها،
تحرّكي في عقارب الوقت
على ساعات الأرض كلها
ساعات اليد
وساعات الحيطان
وساعات المطارات
ولسعات الزمن
هناك أناس بلا وطن
يدخلون ويخرجون،بلا رائحة.
رائحة الانسان أنت،
وهندسة البلاط الأخير.
أحبك، وأسير.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

تلك الحياة

غسان زقطان ذاهبٌ كي أَرى كيفَ ماتُوا ذاهبٌ نحوَ ذاكَ الخرابِ ذاهِبٌ ...