فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

خرائط

عبد الكريم كاصد

 

 

1- دليلٌ موجزٌ إلى مدينة الشعر

إذا ما أردتَ الدخولَ إلى مدينة الشعر
فإنّ أوّلَ ما يصادفك في الطريق:
قريةٌ
في القرية نهر
يقطعُهُ جسر
وبيتٌ
لا يسكنهُ أحدُ

 

 

مع أنّ السماءَ زرقاء
والأرضَ زرقاء
وكلّ شيء أزرق
فلا تهبطِ القريةَ
لئلاّ يسكنكَ البيت
ولا تنزلِ النهر
لئلاّ تغرق
وإذا ما أردتَ الوصولَ إلى البيت
فلابدّ أن تعبرَ الجسر
ستسير،
وتسير،
وتسير
دون أنْ تصل
فإنْ وصلت
– وهذا محال-
فستبصر لافتةً
كالإصبع
تشير إلى ذلك البيت
وقد خُطّ عليها بحرفٍ صغير
صغيرٍ جدّاً
“هنا يسكنُ الشاعر”

 

 

 

هامش

للذهاب إلى مدينة الشعر
عليك أنْ تقطعَ الغابة
وأن تصحبَ الذئب
والأفضل ألاّ تذهبَ أبداً

هكذا يقول شاعرُ “الزن”

 

 

 

 

2- دليلٌ موجزٌ إلى غابة الشعر

كأرنبٍ مسرعٍ
يمسك ساعتهُ بالمقلوب
قد تدخلُ في نفقٍ
يُسلمكَ إلى غابةٍ
ليستْ كالغابة أبداً
ستجدُ هناك
الأسدَ يستحمُّ في بركة الضفادع
النسرَ بجناحين كبيرين
يرقصُ لغناء الحيّات
الثعلبَ يُصغي حرجاً
لغناء الطير
الذئب
يتأوّهُ لثغاء الأغنام
حتى الجمل
– ذلك الحيوان الصبور-
لا يتورّع أن يفقد أعصابهُ
لسماع أغنيةِ الجندب
آنذاك
أ تردّدُ معذوراً:
“إنها شريعةُ الغاب”

 

 

 

هامش

تحت شجرةٍ سوداء
ثمة أفعى
تهزُّ الهواء
كمن يهزُّ مهداً لطفل
لا يراهُ أحد
في هذه الغابة
التي تسكنها الوحوش

 

 

 

 

 

3- دليلٌ موجزٌ إلى مدينة قاف

للوصول إلى مدينة قاف
يمكن أن تسلكَ أيّ طريق
دون أن تضلّ
مع أنّ الخرائط مفقودةٌ
والأدلّاء نادرون
ولا أثرَ لنجم
فإن دخلتَ المدينة
ولم تجدْ غير أرضٍ خلاء
لا يشير إليها طريق
فلا تبتئسْ
لأنّ جميعَ الطرق
قد تكونُ طريقَ الرجوع

 

 

 

هامش

“حين التفتُ ورائي
لم أجد أثراً لطريق”
قال الشاعر
متضرّعاً إلى الآلهة
أنْ تمسخهُ حجراً
وقد أحاطتْ بهِ الرمال

 

 

—————–
* 2010.
* من مجموعة: “من يعرف الأرض؟ من يعرف السماء؟”، الصادرة حديثا عن دار “العائدون” للنشر والتوزيع، 2020

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *