فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

كتابات

كآبة المناسبات السعيدة

مؤمن سمير

أعاني مثل بعض الناس من الوقوع في ما يمكن تسميته ب”كآبة المناسبات السعيدة” وكأن الشعور المقبض يكون رداً عفوياً من الأرواح الخوافة والمتشككة في النوايا والمرتابة حتى من البهجة،على الضجيج والزحام والدينامية المرتبطة بطقوس المناسبات وبهرجتها.
أذكر أن الأعياد كانت تمر عليَّ في البلدة الصحراوية التي ولدت فيها لأب وأم تمت إعارتهما للدولة العربية الكبيرة، ببرودٍ تام، فكان أبي يعطيني العيدية فأكتفي بدسها في جيب بنطالي القصير إذ أنني لا أخرج بالأساس فلماذا أفكر في كيفية إنفاقها وابتكار طرق ضاجة وملونة؟ وعندما عدنا إلى مصر فوجئت بكم الحركة والحياة التي هي على النقيض تماماً مما كان فكانت الصورة تُظهر كيف أن الطفل السمين الذي يلبس النظارات موجود لكنه متأخرٌ دائماً عن الآخرين وفي النهاية يجلس على حجرٍ ويهز رأسه.. وبعد أن تزوجت وأنجبت وجدت نفسي أفعل عكس ما يفعله الجميع حيث أبعث بأولادي وأمهم بدءاً من يوم “وقفة العيد” وحتى نهاية أيام العيد إلى منزل جد الأولاد حيث يلهون بطبيعية وحيث أبقى أنا أنظر من خلف الستائر وأهز رأسي..

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *