فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

كتابات

عشر حقائق عن الطوائف و السياسات الطائفية

 

حسين الوادعي

……………………..
1- الحركات الطائفية ليست بالضروة حركات دينية. هناك فرق بين “المذهبية” والطائفية. الطائفية قد تقوم على المذهب أو القبيلة أوالسلالة أو الانتماء المناطقي. بعض الطائفيين قد يكونون ملحدين ولادينيين ومع ذلك قد يحتشدون ويقاتلون تحت الهويات الطائفية الدينية.
…………………………………………………..
2- تقوم الهويات الطائفية على تأكيد الإختلاف وتعميق الخوف وكراهية الآخرين من أجل تمتين التماسك الداخلي. إنها نقيض الهوية الوطنية التي تؤكد على جوانب التشابه والمساواه والتضامن بين كل أبناء المجتمع.
لا تعترف الطائفة بالشخصيات الوطنية والإحتفالات الوطنية فدائما لها احتفالاتها ومناسباتها الخاصة وأبطالها التاريخيون الطائفيون وتاريخها الطائفي المعزول عن تاريخ الوطن.
…………………………………………………
3- للسياسات الطائفية مطالب سياسية مقنعه ولكنها ترفض أن تمارس السياسة بأسمائها الحقيقية لان ذلك يحرمها من قوة الحشد الطائفي.
الطائفة لا تؤمن بالتفاوض والتوافق لأنها لا ترى إلا مصلحتها الخاصة وتقاتل بكل قوتها من اجل انتزاع هذه المصلحة. ولا تؤمن الطائفة ايضا بالهزيمة السياسية عبر الانتخابات أو الاستفتاء فهي تبحث دوما عن النصر غير العادل وغير المشروط. بعبارة أخرى: الطائفية تعني نهاية السياسة باعتبارها التنافس السلمي الحر من اجل الوصول للسلطة.
…………………………………………………
4- سياسات الهوية الطائفية تنتقل بالعدوى إلى الجماعات الأخرى، فتبدأ كل جماعة في إعادة تصنيف هويتها في مواجهة الهوية الطائفية الصاعدة، ويتحول المجتمع الى مستنقع هويات مختلفة ومتباغضة وبمطالب طائفية متناقضه. و يحدث كثيرا أن هوية طائفية صاعدة تفجر مستنقع هويات مناطقية ومذهبية مناهضة لها بعد أن كان المجتمع قد تجاوز تلك الإنتماءات.
…………………………………………………
5- النخبة السياسية الطائفية تؤمن أنها بتقوقعها مع الجماعة الطائفية ستحقق مكاسب أكبر من المكاسب التي يمكن ان تحققها باندماجها مع الجماعة الوطنية، لهذا تقاوم أي اندماج في الجماعة الوطنية وتعتبره أكبر خيانة يمكن أن تتعرض لها الطائفية.
“المظلومية” جزء من الحراك الطائفي حتى ولو سيطرت الطائفة على السلطة ومارست الظلم على الآخرين فإن دموع المظلومية لا تتوقف بل أنها قد تسيل اكثر لتبرير القمع والانتهاكات التي تتوحش اكثر واكثر ضد الآخرين؟
…………………………………………………
6- الطائفية السياسية افساد للسياسة الوطنية لانها لا تعبر عن الأغلبية الاجتماعية وانما عن ” الاغلبية الطائفية”. وهي فاسدة بالطبيعة لانها تضع قرارات ومقدرات الدولة رهن التوزيع الطائفي، وتضع الطائفة سدا منيعا بين المواطن والدولة، وتدمر مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص.
…………………………………………………
7- تؤدي الطائفية الى نشوء “سوق سوداء سياسية” يتم فيها تزييف كل “العملات” السياسية الصحيحة. فتصبح “الشراكة” هي الحصة الطائفية للحركة في مفاصل الدولة، ويتحول شعار “القضاء على الفساد” الى مدخل للنخبة الطائفية لنيل نصيبها من “الغنيمة” و”اقتصاد الريع”، وتتحول الإنتخابات الى توزيع فوقي لحصص البرلمان طائفيا حسب قوة السلاح عند كل طائفة.
…………………………………………………
8- الطائفية لا تخدم الطوائف ولكنها تخدم النخبة، أما الأفراد العاديون المؤيدون للطائفة أو المقاتلين في صفوفها فيسقطون سريعا في مستنقع الفقر والنسيان ما ان تحقق الميليشيا الطائفية هدفها.
الحركات الطائفية ليست حركات شعبية (رغم اعتمادها على الجماهير) ولكنها حركات نخبة يقودها سياسيون “شعبويون” يرون في الطائفة فرصة لتوفير المقاتلين والمال والحشد السياسي لتعزيز الموقع التنافسي على السلطة. في النظام الطائفي يسقط المجتمع كاملا بما فيه افراد الطائفة في الفقر والأمية والمرض. فقراء وبسطاء الطائفة يدفعون الثمن مثلما يدفعه بقية فراد الشعب.
…………………………………………………
9- عندما تكون الطائفة ضعيفة تطالب بتأسيس “دولة الطوائف”. الدوة التي تقوم على التوازن الطائفي للطوائف الاكبر في البلاد وتوزيع الحصص حسب قوة كل منها (نموذج لبنان حتى 2006).
لكن حين تكتشف طائفة انها اصبحت الاقوى فإنها تنتقل من دولة الطوائف الى “دولة الطائفة”، الدولة التي تسيطر الطائفة الاقوى تسليحا على مقاليد الأمور وتفرض اجندتها ومصالحها الطائفية على الجميع. (لبنان واليمن نموذجا)
…………………………………………………
10- – السياسات الطائفية ترسيخ لسيطرة الماضي عل المستقبل، لأن الإنتماءات الطائفية انتماءات قديمه وقبل وطنيه، وبدلا من تعزيز دخول المجتمع الى القرن الحادي والعشرين نجد الطائفية السياسية تدفع المجتمع الى عودة انتحارية للحظة ما في الماضي تعتبرها “العصر الذهبي” للطائفة.
……………………

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *