فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

سوسيولوجيا

راسم المدهون

 

(1)
تلك أنثى البداياتِ
لم تكن الأرضُ قد أثمرت
برق النساءِ
وعصف الرجال
في كهوف البردِ
والرغباتِ
قلتُ أسميك أنثى البدايات
سوسنة النارِ
إذ توسوس في شغف الرجالِ
تنثر برقا في مناماتهم
فتعبثُ ريحُ صرصر بالمناماتِ
هل أنت من علَمهم كيف ينامون
وفي حدقاتهم لهبٌ
وينهضون وفي أقدامهم يباسُ الكهوفِ
أنا الذي رأيتكِ
قلتُ فاكهة من جهنم
لم أصدق نعاسك الخجول
كنتُ المحهُ
كان يتسللُ في خفة الحلمِ
ويتركني ذابلا
فأسميته مرَة ذبولا جميلا
ولم أنتبه مرَة
كيف غافلني
وغاب
لم أنتبه أنه أنتِ
توقفين الأرض على حد برقكِ
توسوسين في غبطتي
فأنامُ
لا أنامُ
أغلقُ ذاكرة الكهوفِ
وأفتحُ كتابك
كي يتدفقُ ماء لازوردي بيننا
ربما حين يبللنا نهبُ قليلا
ولكنني كنتُ أرغب كل مرَة
في منامات نرسمها نحنُ
فأنا لا أريد للنعاس أن يرسم مناماتنا
أريد صحوا مبللا بكِ
يشبه ذاك الجنون الذي فرَ من قوامك
وانتحى جانبا بجنوني
فآثرتُ حلم الكهوف
حيث لا سماء
ولا كواكب
بل حجر باردٌ
لا صيف فيه
لا شتاء
لا ليل
لا نهار
تمرح فيه زنابقُ امرأة تشبهك
ونعاس رجل يشبهني.

 

(2)
هل لعينيكِ ضوءٌ
يغافلُ انتباهي
وينمو كعشب فيَ ؟
لا أقصدُ النظراتِ العجولة
تعبرُ خلسة
وتذبلُ
أحكي عن نظرة سقطت من تفاحة البداياتِ
في لهفتي
فانتفضتُ
وعاودت لعبة التفاح واللهفةِ
فانتفضتُ ثانية
وأغمضتُ
رأيتكِ
كنتِ ريحا هوجاء
من قرنفل الرغباتِ
وكنتُ وحيدا
وحاسرا
أتلجلجُ في عصفكِ الهمجي
أوميءُ لقوامكِ
للشجر البريِ في نعاسكِ
يميلُ
ويأحذني
وأميلُ
وآخذهُ
فضةٌ تبرقُ من لهاثكِ
تبرقُ في لهاثي
والشجر البريُ في نعاسكِ
يخرجُ عن عاداتهِ
هل ينبتُ عشبٌ ساخنٌ في قوامكِ؟
هل ترتطمُ اللهفةُ بنا
في نفس اللحظةِ
ونميلُ الى درب لا نعود منه؟
أرى وسنا ناعما يتململُ
بقايا نعاس يدمدمُ
ماذا يقولُ نعاسٌ جاء لتوه
من نعاسهِ
للبهاء؟

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *