هالة الجرادي/ اليمن
أأكون امرأة بطعم الغوايات، أم بالطعم القُبلةِ الأُولى، أم بإخلاص طفوليّ امرأة تُمارس طقوس الحب على زغب صدره؟.
سأذرفك يا صديقي مع آخر دمعة و آخر قصيدة لن تنجو مِن مخاض القافية.
انتظر قليلاً…
أقولها لعينيك وهما يقرأنني الآن…
ها أنا أبحث عن ورقةٍ بلون النهايات و حبر برائحة السَكرات…
منذ وجعين وطعنة عرفتك.. عندما خذلتني الأقدار، وعاقرتُ جسد الخيانة، حتى قلبي البتول منذ عانقك أصبح ينز ملحًا و آآآآه.
أمسك القلم بارتجافة و بنحيب مكتوم يذرفه صوتي.
أنت رجُل مفعم بالجنون و أنا سيدته، فكيف لجسدين إذن يعشقان الشهوة ألا يخضعان للحظة و تداعيات البكاء، كيف لهما ألا يغرقان ثم يدعيان الإيمان.. كيف لي ألا أكون أنا حينما أكون معك؟…
اسمع لي.. سأحدثك طويلاً فأنا ما بين بعدين أولهما الخذلان و ثانيهما الرحيل..
أنت رجل يشبه التعاويذ و يعشق التضاريس الأنثوية، وأنا امرأة تأسرني العسليتين و رمشيهما.
أنا سيدة الكلمة الحُبلى بالشجن الفنتازي مفعمة بنبيذ يثمل السكارى بالحب.. امرأة تحاول ألا تكون قيد قصيدة الهايكو و تجد نفسها مكبلة بها.
أنت.. كرصاصة كثيفة الضحايا، رجُل أدمن مُدن الغفران يشبه الأوطان تمامًا يصلي صلوات الحروب نهارًا، و يقع ضحيةً للجسد الخاضع للأورجازم ليلاً.
باختصار هو رجُلٌ سرياليّ و أنا امرأة برجوازية قاومت طويلاً ثورة موزارت.
لا تمل أرجوك.. بقي القليل. أعلم أنك رجل يكره النصوص الطويلة نازفة الأعين.. فلا تخف، أخذتُ هذا بعين الاعتبار.
أخيراً…
تعال ها أنا أخلع قميص الشروق بيدين مرتعشتين يجدن حياكة الذكريات و الكثير من الرثاء، يتوسدن بالغيوم و يتغزلن بآخر نجمة مصلوبة في السماء.
تعال ها أنا متعبة، في رحمي أُمنيات عقيمة و مآتم الأوطان المتهالكة.
تعال، ها أنا أستجديك لأقول لك كاجوخ حينما خاطب أخاه ثيو: ” ثمة فرح ما.. أُريد أن أقبض عليه” و سأذيل رسالتي كاجوخ أيقونتي الفنية المجنونة..” لن ينتهي البؤس أبدًا.. وداعًا يا صديقي.. سأغادر نحو الربيع”.