فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

بوست

المسلم المحتار والتاجر السعيد

حسين الوادعي

ثلاث فتاوى مختلف عليها تدر أرباحا تتجاوز 2 تريليون دولار سنويا فيما يسمى “تجارة الحلال”.
ولأن رأس المال لا دين له فان بعض اللاعبين الكبار في تجارة الحلال الآن صاروا من الشركات الكبرى المملوكه لغير المسلمين مثل تيسكو وماكدونالدز ونستله وعمالقة تجارة الدجاج الحلال البرازيليون!
الفتوى الأغلى في تاريخ الأديان هي فتوى “الذبح على الطريقة الإسلامية” التي ترى ان طريقة القبائل العربية في القرن السابع (الذبح بالسكين مع التسمية والتوجه للقبلة هي الطريقة الوحيدة التي تجعل المذبوح حلالا.)
ولا تجد هذه الفتوى غضاضة في إدعاء محاذير طبية تجعل طريقة “الصعق” التي يستخدمها العالم حاليا خطرة وتحمل أضرارا صحيه بسبب “عدم استنزاف الدم” ، متناسين ان اللحوم في العالم المتحضر تخضع لفحوص طبية صارمه تضمن خلوها من الأمراض وهو ما لا يتوافر في “الذبائح الحلال” إلا نادرا!
الفتوى التى تحتل المرتبة الثانية في سلم الفتاوى الاغلى في تاريخ الأديان هي فتوى “البنوك الإسلامية” التي تستند إلى تخريج فقهي ضعيف جدا ومختلف عليه يعتبر “فوائد” البنوك نوعا من “الربا”.
ورغم ان البنوك المدعوة إسلامية تفرض فائدة اعلى بثلاثة أضعاف من البنوك العادية تحت اسم “المرابحة” ، إلا أن الترويج الديني يجعل المستهلكين يتغاضون عن حقيقة الابتزاز الممارس ضدهم ( البنوك “الإسلامية” تتعامل مع البنوك “الربوية” العالمية وتكسب المليارات من اموال “الربا”).
الفتوى الثالثة التي تدر عدة مليارات أخرى هي فتوى تحريم إستخدام الكحول في الأدوية او العطور والمطهرات، وتحريم اي كمية مهما صغرت من شحوم لحم الخنزير في المصنوعات الغذائية.
ورغم التنطع الواضح في هذه الفتاوى الذي يتجاهل الفرق بين شرب الكحوليات وبين وجود كميات ضئيلة منها في الأدوية او العطور، إلا أنها تشق طريقها بقوة لتأسيس استثمارات جديدة تسحب المزيد من الدولارات من جيب المسلم المحتار الى جيب التاجر السعيد.
لن اتحدث هنا عن تجارة “الموضة الإسلامية” التي تدر المليارات على شركات عابرة للقارات فهي تحتاج تناولا طويلا لكل تعقيداتها.
وأهم تعقيد هوتمكن الرأسمالية من اختصار الهوية الدينية للمرأة المسلمة في “موضة ” الحجاب.
“أسلمة التجارة” تجعل المستهلك في الموقف الأضعف لأنه يبحث عن المنتج “الحلال” حتى ولو كان أغلى وأقل جودة وليس عن المنتج الأفضل والأرخص والمضمون صحيا.
لا يحتاج التاجر الحلال للمنافسة ما دام الدين يتحول الى سلاح في يده يمكنه من بيع اي منتج مهما كان سيئا والتغلب على اي منتج منافس مهما كان جيدا.
ان عبارة “حلال” التي نجدها اليوم على الكثير من المنتجات هي اضخم علامة غش تجاري حاليا.
الكثير من اللحوم تذبح وتعلب بشكل جماعي من البرازيل والصين وتصدر للدول الإسلامية مع ختم “حلال” الذي يخفي حقائق اهم من ضمنها ان هذه المنتجات لم تذبح على “الطريقة الإسلامية” المفترضة لسبب بسيط هو ان من ذبحها وعلبها ليسوا مسلمين، والأهم من ذلك أنها لم تخضع لفحص صحي مناسب يضمن خلوها من الأمراض.
ومن سيفكر في صحية المنتج من عدمه ما دام يرى الختم التجاري المقدس “حلال” يلمع على الغلاف!
بالنسبة لي أفضل “الحرام” الواضح والجيد والصحي، على “الحلال” الغامض والمشكوك في جودته، ومصدره، والفتاوى التي تقف خلفه.
…………………………………….
نوفمبر 2016

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *