فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

اللغةُ بريئةٌ مِنَّا

ريتا الحكيم

 

لأنَّ اللغةَ تجيدُ فنَّ الغوايةِ.. تُلقِّمنا شبقَها من نهديْن يمزِّقانِ قميصَ المجازِ وينطلقانِ في رحلةٍ أزليَّةٍ إلى مجاهلِ الجسدِ.
تختلق الحواراتِ..
النِّزاعاتِ.. والمُصالحاتِ
تنزعُ فتيلَ الصَّمتِ عن رغباتِنا الجامحةِ
لا تخجلُ من تأوُّهاتِ حرمانِنا
ولا من عجزِنا حين نبلغُ ذروةَ النَّشوةِ..
ولا نُفصحُ عنها
نختلقُ صمتًا مِنَ الصَّمتِ
ونكتشفُ أنَّ العُريَ فينا وليس في اللغةِ
وأنَّها بريئةٌ.. ونحن الخطأة

يكفي أن نرسمَ لها خطًّا بيانيًّا على جسديْنا المُتلاصقيْنِ
لتنتفضَ الحرِّيةِ، وتنهارَ ممالكُ الخوفِ فينا
أفسح لنا طريقًا في مجونِها
واعبر ممتلئًا بي
هكذا نفي بنذورِنا
لا تؤمنُ اللغةُ بأعذارِ النسيانِ
حين يتعذَّرُ عليه البوحُ
تُعيدُ تدويرَ الكلامِ على لُهاثِنا ونحن نصعدُ إليها عراةً
تُمزِّقُ صُورَنا بالأبيضِ والأسودِ
وتوقِّعُ النُّصوصَ التي لم نكتبْها بعد، باسمِها
تاركةً لنا أوراقًا بيضاءَ
تزحفُ الأشواقُ على هوامشِها
لتستجدينا
اللغة بيننا عنيدةٌ صعبةُ المراسِ
كلُّ مفرداتِها لا تحتملُ معانٍ أخرى
وكلُّ صُورِها البيانيةِ تشكو من عَدمِ وضوحِ رؤيتِنا

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *