فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

لم أكن أنا

أحلام عثمان

 

لم أكن أنا/
يوم أنجبتني أمي وهي متوّهمة أنها
في سنّ مبكّرة، وبطنها المنفوخ بولد.

سقطتُّ من فرجها، كدودة قز، عاجزة
عن نسج خيط حريرٍ واحدٍ أُهديه للضوء.

أبي الذي تفقّد بئر قلبه الهرم..
انتشل منه إسماً لي، كان لعشيقته الأولى،
مسح به رأسي وأبتلعته كرضعةٍ أولى من السماء.

لم أكن أنا/
من ركض نحو الشمس، اصطاد وجوهاً بائسة
دسّها في مذكراتي ولعبت أدوار بطولتها.

والتي تلقّفت من الرّبيع أوّل زهرة شكلتها على
شعرها،
متباهية بها أمام صديقاتها، كهديّة حبيب.

لم أكن أنا/
من كتب قبل إسمي “شاعرة”
وصارت اللغة من بعدها،
باباً مفتوحاً لمجلس عزاء.

لم أكن أنا لم أكن..

بل أنا الوحيدة التي تقرأ كلّ هذه الكلمات،
وتضحك.
—————-

3/2/2018

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *