فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

أخبار ثقافية

البريهي في ندوتين علميتين بالمغرب

فضاءات الدهشة:

استضافت جامعات مغربية مؤخرًا، الشاعر والباحث اليمني عماد علي سعيد البريهي، الذي قدم ورقتين بحثيتين ضمن ندوتين علميتين منفردتين شهدتهما جامعات مغربية (إحداهما ندوة دولية) تطرق فيهما إلى “اسم العلم في الخطاب- مقارنة تداولية” و “اسم العلم بين الأصالة والفرعية”.

ففي ندوة دولية متعلقة بـ “الأصل والفرع في الدراسات اللغوية والأدبية”، انعقدت في مدينة فاس، كلية الآداب ظهر المهراز، جامعة سيدي محمد بن عبد الله، يومي 22 و 23 من نوفمبر- تشرين الثاني 2018، تناول الباحث عماد البريهي “اسم العلم بين الأصالة والفرعية”، مقسمًا الموضوع إلى مقدمة وخمس فقرات وخاتمة، تناولت الفقرة الأولى “التسمية بأنواع الكلم من منظور الأصالة والفرعية”، وفي الفقرة الثانية تناول “إعراب أسماء الأعلام وبنائها من حيث الأصل والفرع”، وفي الفقرة الثالثة تطرق إلى “أسماء الأعلام بين الصرف والمنع منه من منظور الأصالة والفرعية”، كما تناول في الفقرة الرابعة “أسماء الأعلام بين العلمية والتنكير من حيث الأصل والفرع”، وخصص الفقرة الخامسة لـ “تذكير الأعلام وتأنيثها من حيث الأصالة والفرعية”، ليعرض في الخاتمة أهم النتائج التي توصل إليها. كما حاول الاجابة عن سؤالين رئيسين هما: “كيف نظر النحاة إلى أسماء الأعلام من زاوية الأصالة والفرعية”؟ و “كيف فسروا قضاياها الشكلية والدلالية انطلاقًا من هذه العلة”؟.

وقبل ذلك، كان الباحث “البريهي” تناول في ندوة علمية حول “تحولات المقاربات اللغوية والنقدية للنص والخطاب” نظمتها منتصف نوفمبر- تشرين الثاني 2018 على مدى يومين، المدرسة العليا وشعبة اللغة العربية في مدينة مكناس “اسم العلم في الخطاب- مقاربة تداولية”، ولموضوع الندوة أهمية كبيرة فهو موضوع يطرق إشكالات علمية مازالت تتسم بالجدة في الصعيدين العربي والعالمي، ذلك أن “الخطاب له امتداداته على مستوى الدراسات اللسانية والنقدية قديمًا وحديثًا”.

مداخلة الباحث عماد البريهي تمحورت حول موضوع يؤسس لرؤية علمية تسعى إلى مقاربة أسماء الأعلام في الخطاب من زاوية تداولية كما يجيب عن مجموعة من الأسئلة التي تربط اسم العلم بسياقات الخطاب، وعوامل إنتاجه، ومن ضمن الأسئلة التي حاول طرقها هي: “ما حدودُ التصوراتِ الثقافيةِ التي تحكمُ دلالةَ الأعلامِ داخلَ الأنساقِ الخطابيةِ”؟ و “كيف يُنظرُ إلى اسمِ العلمِ باعتبارِه عنصرًا لغويًا من عناصرِ الخطابِ”؟ و “ما أثرُ الاستعمالِ التداولي في تحقيقِ العلمِ وعلاقتِه بالخطابِ”؟ وقد خلص البحث إلى أن “أسماء الأعلام ترجع في اختيارها إلى مستويين اثنين: لغوي يرتبط بنظام اللغة صوتيًا وصرفيًا وتركيبًا وغير لغوي يرتبط بكل ما هو ثقافي وتداولي. كما أن أسماء الأعلام في جانبها التعيني تخضع لمحددات خطابية لغوية وغير لغوية تتمثل بالتوابع والإضافة، عناصر غير لغوية تتمثل بالمتكلم والمخاطب والزمان والمكان”.

وفي حديثه إلى “فضاءات الدهشة”: أشاد الباحث اليمني عماد البريهي باهتمام الجامعات المغربية بموضوع الندوات العلمية. معتبرًا “اهتمام الجامعات المغربية بمثل هذه المواضيع والندوات هو محاولة لمواكبة التطور العلمي والمعرفي والإسهام في صناعة ذات عربية لها كيانها الخاص وهويتها الخاصة، ولو بقدر بسيط في سياق الزخم المعرفي والتقني الذي حوّل العالم إلى قرية صغيرة”.

وأما ما يتعلق بالبحوث العلمية والندوات في الجامعات اليمنية، فقد قال “الباحث البريهي” أن: “التجربة للأسف ضعيفة جدًا، حتى أن السؤال العلمي لم يفسح له المجال في الانطلاق والحرية والخروج من بوتقة التقليد، سوى القليل جدًا من البحوث، فالتجديد في العلم يحتاج إلى حرية ودونها يموت العلم ويظل جامدًا لا حركة فيه لا يتجاوز ما قال فيه السابقون”.

واستدرك البريهي: “صحيح أن هناك باحثين وعلماء وأكاديميين (يمنيين) لهم وزنهم العلمي والثقافي لكنهم لم يستطيعوا أن يقدموا ما ينبغي في مجالاتهم، ربما لأن الظروف غير مواتية ولم تسمح لهم بذلك (لا سيما في ظروف الحرب التي تشهدها اليمن للعام الرابع على التوالي) ولكن تظل المسؤولية قائمة على عاتق كل شخص”.

وفي ما يتعلق بـ “الندوات وتشجيع البحث العلمي في الجامعات اليمنية في ظل هذه الظروف” فقد نوه “البريهي” إلى أن: “الاهتمام بهذه التفاعلات حاليًا يمكن القول أنه معدوم؛ حيث طغت في الواقع صوت البندقية على صوت العقل والعلم. فالواقع بحاجة إلى إعادة الحياة والاستقرار ثم التفكير بعدها بالعلم والمعرفة”.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *