رياض السامعي
رياض السامعي
المنسوخ أعلاه، فضوليٌ جداً، وثنيُ المزاج، غير آبٍه إن كان قلبه يمطر حباً، أو يقطر فقراً
أتذكر جيداً حين سرق رأسه من رصيفٍ مجاورٍ للموتى، وحين وضعه على جسدٍ مهملٍ في طريقٍ فرعيٍ للحزن،
وكيف صار هو، هذا المستوطن شقاه، المتمدد في الخيبة، حد السماء، هش الحضور والغياب، بسعالٍ محظوظ، قابلٍ للتجزئة.
———-
أنقر الأرض بمنقاري بحثاً عن قلبٍ تصدع من خشية الحب،
وحثيثا ألهث بدمع أثقل من وجوه الناس، وراء حاجتي للحياة،
كيف لي وأنا المشوه بالنسيان واللغة الزائفة، أن أعدل رأسي بمنشار الصلوات، أو أثقب جمجمتي بفضيلة الجنة
وأنا حتى الآن لم أستطع، إقامة مأدبة عزاء لائقة بالرحيل الأخير ، ولا أن أكون أباً صالحاً لهذياني وضجيجي، أو تِيهاً جديراً بتسيير جنازته، بموازة هذا الفقدان الجمعي للروح.
———-
على صاحبي الواقف في طرف السخرية، نسيان ما قلتُه بالأمس، كنتُ مصاباً بصداعِ حامضٍ في حاجتي لتزيين مأواها بنقشٍ حجريٍ يضيء الظلام المصبوب فوقها كالحزن الوطني الشامل.
ما يزال لدي متسعاً من الدمع، يكفي لإطعام الطير غناءها، والوصول إليها دامعاً، وإنقاذها من الضحك.