فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

رسائل ليلية من حمامةٍ بيضاء

أحمد النجار

 

كل هذا أنت…
مقعد وحيد في حديقة.. ينتظر شخصاً لا يصل
قنينة فارغة.. يسكنها رجل مشرد فقد ذاكرته منذ زمن..
وردة ملقاة في الطريق.. تحملها قافلة نمل إلى نعشها الأخير..

رئة نخرها الحب والنيكوتين
قلب مثقوب لا يزال ينزف وجوهاً وطعنات وأشياء حبيبة
مطر خفيف يبلل أعماقك دون أن يمسس ثيابك بآهة واحدة
نبضة عمرها 14 عاماً ملفوفة داخل منديل
نظرة حمراء تحتفظ بها كأنها سيرة ذاتية للقهر

كل هذا أنت..
أشياء صغيرة جداً لا تزال تستيقظ بداخلك
كلمة “صباح الخير” تعادل كل أغنيات فيروز

تلويحة يد تغازل نعاسك من انعكاس النجفة
حمامة بيضاء تفاجئك كل ليلة برسالة مربوطة إلى ساقها

لفافة غرام مهربة من عصر البريد العاطفي قبل اكتشاف ثورة الوتساب.
غصة مهملة على الرف

وجه يشتم العالم من نافذة الكوكب التاسع
خيبات تعيش بأمان تحت جلدك
وخسارات تستيقظ مجدداً داخل عظامك..

عناكب تتجول بحرية فوق جدران خاطرك
دمعة مترسبة في فنجانك
عطر قديم.. يطلق النار في قلبك
كل هذا أنت… كل هذا حزنك وأكثر..!

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *