فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

صوتكِ العاري يبكي داخلي

ضياف البرّاق/ اليمن

 

لن أقولَ “أحبكِ”
لن أشتهيكِ بعد هذا الألم الجوهري
الألم المخنوق بكِ وبي في آن
الحب آخر الحياة
تذكري دائمًا أن الحياة التي تبدأ بالحب
تزول سريعًا
كالخرافة إذ تتلاشى تحت عدسة العبقري
كل شيء بالحب يدوم
إلَّا الحياة، والنسيان،
الحرب أجمل خيار لنا
فالحب شجرةٌ عاريةٌ
تُعذِّبُ العصافيرَ بأغصانها الطريّة،
وتجلب الأشتات الكريهة
إلى أعماقنا الخائفة من نفسها.
أنتِ أوّلُ القصيدة
بل هذا الخريف الفلسفي الممتد بيني وبينكِ،
وفوبيا الأمكنة المتكسِّرة.
لن أفتحَ نوافذَ ظلي للريح
ولا كلماتي للشوق
سئمتُ وجهكِ المائي،
ونسيتُ، الآن..
نسيتُ أنكِ أنتِ!
ونسيتُ أن أعانقكِ بلا ذراعين،
وأن أهديكِ أزهارَ هذا الصمت الدموي
صدركِ المجنون لم يعد يعانقني
صدركِ لم يعد طفولتي
ولا كتابي الجديد،
بل أصبح مرعبًا كالفرح المحض
بابكِ الرأسي يكويني بنارِ القلق
أصابعكِ الدمعيّة
سكاكينُ تفر منها الأجنحة
كل الأجنحة
إذَن، لن أعانقكِ
العناقُ أشدّ عذابًا من غربةٍ في الخيال
لكنه ضروريٌّ، كالشِّعر..
به الموت يستمر
والكلمات تزهر..
أكره حياتي بلا موت
وأكرهكِ أيضًا.
اسمكِ..
لم يعد يذكرني باسمكِ
أين شهوتكِ، إذَنْ؟
وأين طريقي إليك؟
سئمتُ قلبيَ القروي وهو ينتظركِ بلا وقت
ينتظركِ وهو لا يفكر بأحد..
تمامًا كالمجنون وهو يحنُّ إلى لا شيء،
أو كالبحرِ إذ يغرق في بحر آخر
ولكن من تراب،
وسئمتُ صوتَكِ العاري يبكي داخلي،
بكل غضب،
يبكي كطفلٍ لم يولد بعد،
وهو يحاول أن يحطمَ جمجمتي اليائسة؛
كيما يراكِ ويفرح لمرة واحدة.

لن أقول أحبكِ
لم أعد خفيفًا، ولا جحيمًا،
ولا أحب الانتصارات في الحب،
لذا سوف أكتفي بي،
وبالكتابة،
الحب ليلٌ أبدي لا تنساه الذاكرة
فراغٌ بريء يعذِّب نفسه فينا
وبكل قسوة؛
ليتخلص منّا، أو من خطيئة ما،
دعيه يقتلني على الدوام..
لماذا لا يقتلكِ، مثلي؟!
يقتلني بغيابكِ السافل، الذي لا ينتهي،
غير أن غيابكِ لذيذ
ألذّ من صوتِ الكمان،
ونسيم المطر،
أقتل به أجمل لحظات عمري،
وأقتلكِ أيضًا.

 

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *