فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

هذا السَّحَر يغري بالخروج

عبد المجيد التركي

 

هذا السَّحَر يغري بالخروج،
أتخيل المشائين في الظلم
والسارِين إلى حبيباتهم،
صاحب الكباب يوقظ زوجته الآن لترسم بالخيار والطماطم قلبا كبيرا على وجه السلطة..
لم يرسم قلبا طيلة حياته
ولم يكتب رسالة غرامية واحدة،
لذلك يعتمد عليها كثيرا..
الجزار يوقظ الثور وهو يمسح على ظهره كيتيم
وسكينه في يده الأخرى..
الثور يحفظ اتجاه القبلة جيداً،
وأنا بانتظار قيامته..

أتذكر فقيه قريتنا كلما رأيت صاحب الكباب يلقي بالكبة إلى الزيت،
سألته عن تفسير آية فقال لي: كما يفعل صاحب الكباب تماماً..
اللعنة عليك أيها الفقيه
لا زلت أتذكر أحاديثك الماجنة عن نساء يحملن الماء
وأنت تتلصص عليهن متوارياً تحت عمامتك المنحرفة.

المؤذن يسعل كعادته حين يجرب المايكروفون،
لم يعد يخرج من بيته مبلولاً بعد وفاة زوجته
ولم يعد يسبغ وضوءه..
أصبح يفعل كل هذا لوحده في النهار
لأن الليل ليس له عيون.

النوافذ الصغيرة تضاء الآن،
خلف هذه الجدران من يتحسسون مناشفهم كي لا تفوتهم صلاة الفجر،
الماء يغطي زجاج النوافذ الصغيرة بالبخار الساخن..
أتخيل امرأة تلوي شعرها المبلول
وترسم قلبا على بخار الزجاج..
ربما تصبح هذه المرأة ذات يوم رسامة
وتستيقظ فجراٌ لترسم قلوبا على سلطة الكباب.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *