مهنّد ساري
لَمْ أَمْتلِكْ إلّا الذي
يكْفي من العَضَلاتِ،
ما يكْفي فقطْ
لأَشيلَ عِبْءَ الكائناتِ
وجَرَّةَ الغازِ الثّقيلةَ../
لم أَكُنْ بطلًا قويًّا مثْلَما تَهْوَى الملاحِمُ
في النِّهايةِ صرْتُ أَوْهَنَ :
لمْ أَعُدْ نارًا تَشِبُّ ،
[ ولم أَعُدْ ما كُنْتُهُ.. نَفَسًا وزَنْدا ]
.
.
لكنّني ما زِلْتُ أَضْحَكُ للحياةِ /
أَنا هُنا بَطَلُ ابْنتي ،
[ ماذا أُريدُ من البُطولةِ
غيرَ هذا المَجْدِ.. مَجْدا ؟!]
.
.
ماذا أُريدُ من البطولةِ غيرَ أَنْ أَدنو
وأَرْفَعَها لأَعلى أَجَلَ تَضْحَكُ ؟/
[ تضْحَكُ الدُّنيا
لِضِحكتِها.. وتَنْدَى ..]
.
.
لمْ أَمْتلِكْ إلّا الذي يكْفي
من الكَلِماتِ..
ما يكْفي فَقَطْ
لأَكوْنَ مثْلَ الطّيْرِ…
ها حطَبي قليلٌ مثْلُ ناري ،
أنت أَدرَى يا جناحُ بِخَفْقَةِ الإيقاعِ
جُزْ بي حَوْمةَ الموتِ الأخيرةَ في السّماءِ
لكي أَكونَ كلامَ قلبي كلَّهُ في
الأرضِ
[ لا مَنْجَى من الكلماتِ ،
حيًّا كنتَ أَمْ ميْتًا، ولا
مَعْدَى !]
.
.
اللّيلُ أَطْوَلُ من حياتي فيه..
يَرْفَعُني الكلامُ إلى حِفافِ الضَّوْءِ
حيثُ هناكَ أَحْيا في استعاراتي
وأَقْرَأُ لابنتي شِعْرًا، وأَسْأَلُها :
فَهِمْتِ؟
تقولُ: شِعرُكَ غامضٌ
لكنّ حزْنًا صافيًا في مائهِ النّبَويِّ
يُبْكيني..
[ وتَبْكي ، مثْلَما أَبْكي ، ولا تَهْدا !]
.
.
لم أَمْتَلِكْ إلّا الذي يكْفي منَ
الصّبْرِ الجميلِ على تَفتُّحِ زهْرةٍ في
الصّخْرِ :
عِيشي حرّةً يا بَتْلَةَ الأَنْداءِ
– لو فَصلًا يتيمًا في الحياةِ –
ولا تَمَنَّي في مفاوِزِها الخلودَ
وعانقي الضّوءَ الذي يأْتي حنانًا
[ يُشْبِهُ الشّهْدا]
.
.
عمدًا تَرَكْتُ قصيدتي هذي
لعشرِ سنينَ.. عَمْدا
قد كنتُ أَخْتَبِرُ الحياةَ وبئرَها
وأَذوْدُ عن ضَعْفي بها.. ذَوْدا
.
.
والآن قد كبرَتْ خديجةُ
لمْ أَعُدْ بَطلًا لها /
انْشَغَلْتْ برفْقَتِها من الفتياتِ ،
بالمكياجِ والصُّوَرِ الجميلةِ في “أَنِسْتغرامها”
أَوْ بالأَغاني الأَجْنبيّةِ …
لَمْ تَعُدْ تُصغي لشِعري ،
للكناريِّ الذي يومًا أَحَبَّتْهُ
كذلك لم تَعُدْ تَبْكي لأَيّهِما… !
أَنا لكِلَيْهِما أَبْكي /
[ ولي نفْسٌ
تَساقَطُ كالنّدى.. وَجْدا ]
.
.
لم أَمْتَلِكْ إلّا الذي
يكْفي من الذّكْرى
أُراجِعُها حنينًا
لا يُفَسِّرُ ضدُّهُ الضِّدّا /
هذا وأَكتُبُها هُنا
[ وأَعُدُّ حَسْرَتَها
على القُرّاءِ … عَدّا ]
شتاء 2017