فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

لا تموتي الآن

مصطفى أبومسلّم

 

كيف تستطيعين استيعابَ كوكبٍ بأكمله داخلكِ
رغم أنّ ذراعيكِ الصغيرين لا يتسعان لضم قطتكِ السمينة
كيف يتحول جسدي الضخمُ بين يديكِ
لغصن شجرةٍ يتكسر حين تضمّينه

تستطيعين الآنَ عملَ إحصائيةٍ مفصلةٍ عن عددِ الشاماتِ في جسدي
حتى مقاسات ملابسي الداخلية
ونسائي المفضلات
لابدّ أن تموتي الليلة!

أعِدُكِ أن أحاربَ الشياطين
التي تعكرُ صفوَ أحلامكِ
وأقف بسلاحي الكلاشنكوف بجوار سريركِ
وأنتِ نائمةٌ كجثةٍ وسيمة

ولأني لا أمتلكُ ثمنَ سرادقِ العزاء
لذا فقد جهزت حمض الكبريتيك المركز في البانيو
كي يتلاشى جسدُكِ تمامًا
أو ربما أقدمُكِ كوجبةٍ دسمةٍ لتمساحٍ جائع
فثمنُ مترِ المقبرة أصبح باهظًا جدًا
ومقابرُ الصدقةِ امتلأتْ بضحايا العنفِ الأسريِّ وأولادِ الخطيئة

أعدُكِ بأن أشتري برصيدكِ في البنكِ
كل ما تأتي به بائعة اللبن
لأسقي به القططَ
الصغيرةَ في الشوارع
وأتبرّع بفصوص كبدكِ لمريضٍ
يقتلهُ الماضي كلَّ ليلةٍ في البار
سأطلبُ من الرياحِ أن تحملَ رمادَ جثتَكِ
وتبذره في الحقول
فتُنبتُ الأرضُ من رفاتكِ شجرة
وتكونين برتقالةً
تقشِّرُ نفسها طواعيةً للمُزارع
وتتفتّحُ فصوصها لهُ كوردةٍ في الصباح

من فضلكِ
لا تموتي الآن
هزمتني الذكرياتُ
وخذلتني كل المدنِ التي رسمتها على جدران غرفتي
أرهقتني الخسارةُ
فقط ضميني إلى صدرِك
لأبكي!

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *