فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

الوردة حياةٌ بغير موضعها

باسل الأمين/ لبنان

 

الوردة محكومة بتفاهات البشر
دخان السيارة
التي يركبها صاحبها
للذهاب إلى عمله يوميّا
يحمل آلامه ويذهب
مثل غصن مقلوع في عاصفة
مثل بقرة تنتظر طفلها ولا يأتي
تجترّ آلامها
ما ذنب الوردة!
محكومة بتفاهاتنا
مثل محراثٍ يركبه فلّاحٌ سكران
عوضا عن زوجته.
زوجة الفلاح هربت في الحقل
دُهِسَت الوردة الوحيدة
جرّاء تفاهاتنا.
الآن وأكثر من أيّ وقت مضى
أنا البشريٌ الضعيف
أسحب يداي ومِعولي
من الغسالة المعطوبة في بيتنا
أسحب يداي من هذا العالم
كلّ شيء مدعاةٌ للتفاهة
صالات الرقص البشرية، مقابر جماعيّة
يقولون أننا عندما نموت في التراب
نتحوّل إلى زهور
هكذا فقط ندهس أنفسنا
مثل قطيعٍ من الحطّابين
نلتهم بعضنا كأننا عنزاتٍ تسكَر في حانة.
أسحب يداي من جُحر الخلد
من جوف النعامة الحزينة
وضعنا آلامنا في غير موضعها
نحن البشر هكذا
كلّ ما فعلناه من بدء التاريخ
هو أننا جلسنا فقط
وضعنا آلامنا في الجرن
وبسّطنا راحاتنا
كالغيم في المروج
وضعنا أطفالنا في منازل النمل
ورضّعناهم في الإسطبلات
أيّتها الوردة المعدومة بالباطون
أيّها الضرس المقلوع من الدولاب
أيّها الوقت الذي يمضي
إضرب فراملك القاسية
مثل خفقاتٍ في القلب،
وعد بنا إلى المزهريّة الكونية
قبل أن ننمو زهورا بغير موضعها
آلام
غبار كونيّ
يخرج من مؤخرة العنزة

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *