فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

رجل المدن الكبيرة

صلاح فائق

 

اليوم ذهبتُ إلى مصرفٍ أجنبي
ورهنتُ ضباب منطقتي لأشتري ثوراً
كتمتُ عن الموظفين أين محفظتي
وليراتها التركية القديمة.
عند العودةِ, قرأتُ قصيدتي الجديدة على جدولٍ
فصمتَ خريرهُ حتى انتهيتُ
ثم رأيتُ الشمس من بين أصابعي
فأدركتُ أنه وقتُ غروبها:
ليسَ لها بيتُ أو أصدقاء, لا تقرأُ
وأنا لا ألومها على ذلك.

*

طلبتُ من إعصارٍ يدورُ, منذ بعض الوقت,
في جزيرتي, أن يقتلعَ راداراً عسكريّاً قربَ مطارٍ, ففعل.
هذا سبب إحترامي للأعاصير.
لا أحترمُ الصيفَ, يتسللُ إلى غرفتي
من شباكٍ لا يُقفلْ,
ولا ملائكةَ يتشاتمون,
منذ سنواتٍ, في إحدى ذكرياتي
ورغمَ رجائي مراراً لا يتوقفون.

*
أنا رجل المدن الكبيرة
لستُ الآن إلا ما بقيَ من قاربٍ
في قاعِ نهر.
يدي التي تكتبُ, تكتبُ لأنها يد
لا أسافرُ ولا أظهرُ في الشوارع
فأنا مطلوبٌ في عدةِ بلدانٍ
لسببٍ لا أعرفهُ بعد.

*

لي أحاسيس عجيبة, تردّني عن يومٍ جميلٍ
وليلةٍ هادئة وعندما يسعى إليّ نهرٌ
ليسألَ نصيحة,
أرتاح حينَ اقدّمُ ماءً إلى قطّة، أو
أصغي إلى شكوى قرصانٍ وأنا أجلسُ
أمامَ التلفزيونِ واضعاً تاجاً على رأسي
كي أنسى من أنا.

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *