فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

كسمكةٍ قذف بها الماء خارج النهر

فيصل فهد المخلافي

مساء الخير
من أين أبدأ
هل للحديث أن يكتمل دون بداية..
عزيزتي الغائبة :
أنا في حالة جيدة ,جيدة, للحد الذي يجعلني كشجرةٍ يابسة
فقدت كل أغصانها في إنتظارك
هذا المساء حزين,
لا طعم له,لذالك أفكر بشيء يخرجني إليك .
لك تخيل ما أمر به
منذُ رحيلك
وأنا أعمل بعيداً عن هذه المدينة,المدينة ,التي حملتك في جوفها وألقت بك في طريقي.
أعمل في ترتيق حالنا البائس,
كسمكةٍ قذف بها الماء خارج النهر أنام الآن
على مجموعة كراتينٍ رثئة أتيت بها من دكاكين هذا الحي, البعيد عن منزلنا وأمي, الحي الذي يشبه قبعة جدي القديمة في مواسم الحصاد.
أنام الآن بعيداً عن العالم, بعيداً عن البيوت, من تحتي يحملني البلاط وصقيع يلتحف الجسد.
أنام خالياً من الحياة
خائفاً من اللص الذي سرق يديك.

أعلم أنك نائمة الآن
كليلةٍ باردة وصقيع هذي المدينة.
بعد أن أصبحتُ كحجرة سقطت من المنحدر,
أريد إخبارك أنني لا أحبك فحسب,
أنا لك حتى وإن قتلني القدر..

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *