فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

لكمةٌ إلى الجدار

إبراهيم المصري

 

أدخلُ الفيسبوك
فأرى صديقاتي وأصدقائي
يستندُ كلٌّ منهم إلى جدارِه
ثمة مَن يقضمُ أظافرَه
ومَن تعملُ على عَجلٍ في لفِّ سندويتشاتِ أطفالِها
قبل أن يصلَ باصُ المدرسة
ومَن يتحدثُ في قضيةٍ عظيمة
وحوله جمعٌ من الناسِ يكيلون له اللايكاتِ أو السَّباب
ومنهم مَن يحاولُ القفزَ على الجدار
فتُسقِطُه رصاصةُ ديكتاتورٍ
كونه كان يقفزُ بصحبةِ امرأةٍ فاتنة
اسمُها.. حُرَّية
وثمةَ مَن ينامُ واقفاً
ويحلمُ بالبحرِ صديقاً مُخلصَاً
ومَن تأخرَ الغرامُ عنها
ورأت في ذلك طريقاً قصيراً لكتابةِ الشِّعر
أستندُ أيضاً إلى جداري
وببطءِ بلطجيٍّ في حارةٍ شعبية
أُشِعلُ سيجارةً وأقفُ واضعاً
ساقاً على ساق
ومُفكِّراً في مَن سأتشاجرُ معه اليوم
وأشقُّ جبهتَه بِسِنجة
غير رئيسِ الجمهوريةِ بالطبع
وغير محمد رمضان نمبَر ون
فهذان الرجلان ميئوسٌ من صلاحهمِا
بسِنجَةٍ أو بالمظاهرات المليونية
وإن كانا من الشهرةِ التي تجعلنا نخضعُ ببلاهةٍ
للقضاءِ والقدر
أستندُ على جدارِ الفيسبوك
كصديقاتي وأصدقائي
ربما لساعتين أو لعدةِ ساعات
والوقتُ ينفدُ في الشجار
حول تعريفِ الأميبا في اختلاطِها بالأزرق
حيثُ يمتنعُ التمييزِ بين الغناءِ وتوابيتِ آخرِ اليوم
وفي لحظةٍ
تُوصَفُ عادةً في كُتبِ المَنطِق
بابتلاعِ الأسنان
أسدِّدُ لكمةً إلى الجدار
لأشعرَ بصدى اللكمةِ في صدري
وفي اهتزازِ الجدارِ بمرايا
تتحطَّمُ واهبةً صَريفَها لصديقاتي وأصدقائي
وفي اتساعِ عيونِهم أرى
جثثاً غارقةً
وأحاولُ القفزَ قبل أن أصبح أيضاً…
… جثَّةً غارقة.

 

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *