صدام الزيدي
لا أحد سيهاتفني هذا المساء
ولن يرنّ موبايلي صباحًا
أو نهارًا.
أنا كائن قست عليه الدروب
فألقت به لضوارٍ بعيدة
في البر والبحر.
*
أحب النهارات، ففيها تختفي مواجعي
تهاجر مع طيور جميلة
تظهر في سمائي، عادةً
لكنها تعود لتقتلني
مساءً،
لهذا أكره الليل.
*
أنا أكره الليل
وما من سبيلٍ لاستبداله
بنهار طارئ
أو شمس فضية تتدلى في أيقونة للغروب.
*
أتلقى بريدًا من شجرة في ربيعها السابع
بأطراف الكوكب
تقول لي مرارًا ان أناملي
اكتسبت زرقتها من أفق غيمةٍ ترعرعت فوق جبال ألاسكا
وقطيع غزلان جبلية
تدردش معي
عن العلاقة الباهتة بين ورق البردي وشبكة ويب..
*
تلقيت بالمقابل طعنات من وردة
منحتها الكثير
أشعر أولًا بهزة كهربائية
ثم أبدأ أنزف…
كنا ضحكنا معًا
وشربنا مثلجات ورقصنا في نزهة
وارتعشنا معًا تحت أضواء بنفسج
وفي خريف 2018
نبت لها ريش كيمياء ذابلة.
*
تعرفني أحصنة طروادة
حين تتوه أناملي في فيس بوك
تصهل وتجنّ حتى ترتعد أرصفة
معنية بأرشفة تعليقات من نشروا صورهم، توًا، في صفحات ممغنطة.
*
سافرت حول العالم مادًا أصابعي
للرعد.
ومع ذلك، أشتري ماءً باردًا بكميات كبيرة
لا لأغتسل به
إنما لأشرب
ولأطفئ غابات مشتعلة في داخلي
الأمر ذاته تعاني منه السويد،
تجهد السلطات هناك منذ يومين على اخماد نيران في أدغال كثيفة
نشبت فجأة، كمنشور لم يسبق التبشير به.
*
يصعب عليّ التفريق بين الابتسامة والارتجافة
حين أتحدث إلى أصدقاء يتصببون عرقًا.
*
أسمع فيلة معمرة تهز الأرض
في ستوكهولم
ولا ينتبهون لمعاركها.
*
وشت إلي حمامة عن مدافن سفلية من بقايا شعوب اكتنزت ذهبًا وقمحًا
تحتفظ بجماجم
طرية
-عند باب مغارة في جبل تحيط به مروج-
كي يزهر الربيع مقاتلين،
لكنها لم تخبرني ما شأن الفيلة الجامحة
التي تؤدي بروفات رقصة الزلزال.
*
مستلقيًا على فراشي
حالمًا بنجمة تشاركني تنقيح قصاصات كتبتها منذ ألفي سنة..
تطل ابنتي الكبيرة من مرسم
تسألني عن رقصة دلافين حزينة في عينيّ
بينما الصغرى تربك نجماتي المنهمكات
في القراءة
قافزةً إلى كتفي
قبل أن ألقي بمواجعي إلى رف بالجوار
إيذانًا ببدء نزهتنا اليومية إلى قمر.
*
تنتهي نصوصي عادةً
بلانهاية
وأترك كل شيءٍ مضاءً
في بيت مهجور عثرت عليه
نهاية الأسبوع
في هذه الغابة المستطيلة
بعد نزهةٍ طويلة رافقتني فيها
امرأة
من
قبائل مكتئبة تمتد جذورها إلى
آسيا الشرقية.
*
أخطط لمحو الماضي
تربكني محطات يصعب زحزحتها.
من نافذة تهشم لونها
أعيد بنائي
مستعينًا بصلاة أمي
وضحكة ابنتيّ.