فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

النخّاسون

أحمد الفلاحي

 

النخّاسون
يذهبون إلى الماورائيات
يستدينون إناثا
وقيقبا وأعقاب الدخان
يعودون إلى الأرض
ينصبون شراعاتهم والرايات
ويبحرون إلى جوار التل والصحراء
الرايات الحمر
والأزقة تضطرم
والأعراب يتهافتون
“سأشتري جارية من كوكب الزهرة
خدها قنديل
وشفتاها مرجان ولها ثلاثة عشر ثقبا
لا أظنني في حاجة إلى المزيد”
هكذا يهتف ضبع الصحراء
النخّاسون
يطرِّزون القصب
ويعصرون الشراشف
تختال الأحاجي خلف الليل
تتدرب الأماسي على الولوج إلى الآحاد
تختفي امرأة القارورة
وتشعل دخانها على نهر التايمز
وأنا الماجن إلا من هواجسي
أشغل غاليوني في الجهة الأخرى من مجرة درب التبانة
أعطس فيتساقط المطر
أضحك
فيصحو الرعد
أبكي فتفيض الأنهار
كل ما أخشاه
ألا تكمل سجارتها
وهي تتأهب للقمر الشهري
للدم المسفوح
على غمد الليل
للعود وتعزف نغمة بياتي
لي
وأنا أدندن بالدان
هيهات مني القبلة.
النخّاسون
قائمة الأنثى وغابات اللوز
وأفيق
لعلي أبكي وطنا
وأهمس للحب
النخّاسون
أصبحوا بوابين على باب الجنة
كم حورية للقاتل باسم الذئب
وباسم الله
كم ولدان لـ”اللائط” وكم حورية للمنسي
ترنو هضبة الليل
إلى الصحو
وللموت
ألا نخاس
يعصف بالأنثى
النخّاسون
هم عسس الليل
وحرّاس الفجر
وخاتمة الرايات الحمر.

 

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *