تيسير حيدر
تِيْنَةٌ بحَجْمِ قَاماتِنا الضَّعِيْفة كَانَتْ لَنا مَلاذاً
غُموضٌ يَلُفُّنا كَمَنْ يَنْتَظِرُ العُمْرَ ولا يَفْقَهُ مِنهُ إلاَّ التَّوِجُّسَ والرّيْبة
كُنَّا نَمْتَطي أذْرُعَها كَأمِّنا
نَلْتَصِقُ بأغْصانِها كالزَّرازِير
التَّفَتُّحُ يَدْلفُ من أبواب طُفولَتِنا بتَعَثُّر
العُمْرُ حَافَّةٌ ونَحْنُ بلا وَشائج
لا أقْدِرُ أن أخَمِّنَ مَدى الإبْهامِ الذي يَلُفُّني
كُلُّ ما نَعْرِفُهُ أنَّنا نَعِيْشُ وَأظُنُّ على الهَامِش
لا مَكانَ لَنا تَحْتَ سَقْفِ هذا العَالَمِ الهَزِيْل
أهْلُنا كَالخَمِيرةِ الَّتي تَفوحُ مَسَاءً ،تُنْبئُ بالرَّغِيف ،لا أكْثَر
يُصارِعون النَّفادَ بعَضلاتِهِم الوَاهِنة
نَحْسدُ العَصافِيرَ على انطِلاقِها وزَقْزَقتِها
نَلُوذُ مَساءً في أقْبيَةِ البَراءَةِ النَّائمة
نَغْفو على الدُّعاءِ والخَوفِ من الآتي الأعْظَم
وَحُزْنِ أمَّهاتِنا المَقْهوراتِ تَحْتَ حَمْلَةِ الشَّتْلِ وحَمْلَةِ العُمْرِ والعَبَراتِ!!
* شاعر لبناني