فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

عِيدُ الْمَوْتَى

فاطمة شاوتي

 

 

العالمُ جَرَّةُ الرَّاعِي المثْقُوبةُ…
سَاحَ سَمْنُها فوْقَ جَبينِهِ
لَحَسَ عَصَاهُ إبنُهُ الأخيرُ
في قائمةِ العُقْمِ…

العالمُ ناقِلةُ جُثثٍ…
لِ تَسْمِيدِ الأرضِ
وتخْصِيبِ التُّربةِ…
من أجلِ توْريثِ الْجِينَاتِ
للجيلِ القادمِ من رُفاتِ الأمواتِ…

الأقفاصُ مَلْأَى بِ النُّمُرِ الورقيَّةِ…
لَاصوتَ لَها
سِوى خَشْخَشَةِ الغابةِ والريحِ….
من وَحِيشٍ
لَا يَنْتَسِبُ لِ سُلالَةِ القِرَدَةِ…

البشرُ ليْسُوا دُمىً خشبيَّةً…
البشرُ أوزانٌ
لَا مُثقلةٌ بِ النعاسِ /
لَا خفيفةٌ بِ الكسلِ /
كلُّ مَاهنالكَ…
أنها أرصفةُ الْبَازِلْتْ غيرُ مُنَضَّدَةٍ
في أرْوِقةِ الفراغِْ….!

الفراغُ يشربُ أَدْمغةَ الشَّامْبَّانْزِي….
تعصِرُ المَوْزَ
أَقْنِعةً…
دونَ مَسَّاكَاتِ الجِلْدِ /دونَ حَمَّالَاتِ النهودِ /
تمارسُ الجنسَ…
دونَ مِشَدَّاتِ الصدورِ /
على أحبالِ الغسيلِ…

فكيفَ تزْأرُ شجرةٌ… ؟!
مِنْ رَحِمِهَا وُلِدَ فأسٌ
يفْتَدِي جوعَ حطَّابٍ…
يعطَشُ
فيشربُ عطشَهُ /
يغرقُ
فيتصبَّبُ عرَقاً…

كيفَ لِلْفأسِ أنْ تكونَ كُلَّاباً… !
تَجُزُّ أسنانَ العُشبِ
والمنجلُ…
فرشاةٌ مُثقلةٌ بِ السُّعالِ… ؟
تنْفُثُ في رِئَةِ الماءِ
بَالُونَاتٍ مفرغةً من المعْنَى…؟!

الْوَطَاوِيطُ تَحُكُّ أنينَ الليلِ على عيْنِ صَنَوْبَرَةٍ…
لِ تَرَى :
كيْفَ فَقَأَتْ حَدَأَةُ النَّوْمِ
عَيْنَ النهارِ… ؟!
وكيفَ تسلَّقَ غُرابٌ ظَهْرَ نَسْرٍ
فماتَ وهو يطيرُ…
بِ ريشِ الهواءِ
طليقاً….

الأَرَقُ رُؤْيَا تنامُ جالسةً على طَنْفَسَةِ الصمتِ…
خائفةً
مِنْ أشباحِ قصيدةٍ…
لَمْ تُكْمِلْ جَوْلتَهَا في حُنْجرةِ شاعرةٍ
اِنسدَّتْ حِبَالُهَا الصوتيةُ…
فعلَّقَتْ نَشِيدَهَا على حِبالِ الموتِ
احتفالاً…
بِ يَوْمِ آل مَوْتَى آلْ عَالَمِيِّ
سحَبَهُمُْ الوباءُ في جَوَارِبَ مثقوبةٍ…
إلى قاعِ النَّقيقِْ
ومضَى يشربُ شَايَ الربيعِ
في كِذْبَةِ أبريلْ..

فَهَلْ يَتجرَّأُ الشِّعْرُ على إحْياءِ موْسمِ الْمَرَاثِي
في عيدِ النَّيْرُوزْ… ؟
والجرحُ شقائقُ نُعمانٍ
تزُفُّ الْبِشَارَةَ لِلّ بَحْرِ…
لِ يُحَوِّلَ عيْنيْهِ من زُرْقَةٍ إلى حُمْرَةٍ
تكتبُ قصيدةً…
بِ قصيدةِ ” عَزّْ الدِّينْ الْمْنَاصْرَةْ”
فيصيرُ :
الأخضرُ / الأحمرُ / الأبيضُ / الأسودُ /
شارةَ نصْرٍ
في فوهةِ بُركانٍْ….

أَلَا نسألُ :
هلْ هُنَا / هُنَاكَ / هُنَالِكَ /
بحرٌ أسودُ / أبيضُ /أحمرُ /أخضرُ /
أمْ بحرٌ…
لَا لونَ لهُ سوَى جلودِ الغَرْقَى…!
عيونُهُمْ طحالبُ هُ/شفاهُهُمْ زَبَدٌ هُ/
تَسْبَحُ فيهِ / تُسَبِّحُ بِهِ /
القصيدةُ… ؟

هلْ هُنَاكَ لِسانٌ غيرُ اللِّسانِ الْعَرَبِيٍّ
تتكلَّمُهُ القصيدةُ… ؟!
أمْ أنَّ القصيدةَ العربيَّةَ
في حَضْرَةِ الموتِ
تتكلَّمُ كلَّ اللُّغَاتِْ…. ؟!

 

*شاعرة من المغرب.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *