فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

شعر عمودي

شَطَحاتٌ لِلْعَرَبيِّ الْأَخير

شعر : يحيى الشيخ
**************

أُغازِلُ الشِّعْرَ، لَوْ يَحْنُو وَيَشْفَعُ لي
لِأَسْتَظِلَّ بِه إِنْ مَسَّني الــضَّرَرُ

فَلَسْتُ كِيمَا قَديماً كانَ يُطْرِبُني
عُودِي، أَنا الْيَومَ عُودِي ما لَهُ وَتَرُ

إِذَنْ أُغَنّي ــ أَنا ــ مِيلادَ زَوْبَعَةٍ
لا شَكَّ تَعْقُبُها، لَــمّا تَــجِي، أُخَــرُ

لَعَلّني أُرْقِصُ الْمَوْتَى وَأُضْحِكُهُمْ
أوْ يَضْحَكُ الْمَوْتُ مِنّا حينَ نَحْتَضِرُ

قُولِي لِكُلِّ زَعيمٍ قامَ مُنْتَفِخاً :
إِنَّ الرِيَادَةَ تَكْليفٌ لِمَنْ أُمِرُوا !

دَعُوا الشُّعوبَ إذا ما حانَ مَوْعِدُها
تَــسودُ كَــيْفَ يَشاءُ اللهُ والْــقدَرُ

يا أَنْتُمُ ــ عَرَبَ الْخَيْباتِ ــ اِتَّعِظوا
لَــعَلَّ رَبّكُمُ يَــعْفُو فَتُغْتَفرُوا !

اَلْــحالُ حَالُكُمُ : شَــاكٍ وَمُــنْتَكِسٌ،
وَمَنْ يَسوسُ، فَمَكْسورُ ومُنْكَسِرُ

إنْ خُضْتُمُ الْحَرْبَ عَدّدْتُمْ هَزائِمَكُمْ
وَتُقْذَفونَ كَـــما في الْمَلْعَبِ الْأُكَرُ

وَتَشْتَرونَ سَحابَ الصَّيفِ في ثِقَةٍ
عَلَّ السَّماءَ تَفِي أَوْ يَنْزِلُ الْــمَطَرُ

أَمْوالُــكُمْ تَلَفاً تُرْمَى لِــراقِصةٍ
تَخْتالُ عَارِيةً في حُضْنِ مَنْ سَكِرُوا

وتَدَّعونَ التُّقى، وَاللهِ، رَبُّـــكُمُ
اَللاَّتُ، فَانْتَظِرُوا الْميعادَ، اِنْتظِرُوا !

إنّي الْمَرارَةَ أُسْقَى، حِينَ أَذْكُرُكُمْ،
تَكادُ رُوحِي، إذا مَا بُحْتُ، تَنْفَجِرُ

وَاللهِ ياتي زَمانٌ لَنْ يَكونَ لَكُمْ
لا النَّفطُ، لا الْغازُ، لا الدُّولارُ، لا الْحَجَرُ !

إنّا أَضَعْنا سَبيلاً كان يُوصِلُنا
وَالْيَوْمَ نَحْنُ، كَما الْفولاذِ، نَنْصَهِرُ

فَـــلَنْ نَكونَ كَــما كُــنّا، سَيَلْعَنُنا
في عَصْرِنا الشكُّ والتَّجْريمُ والْكَدَرُ

وَتَلْعَنُ الفُرْقةُ الزَّرْقاءُ حاضِرَنا
وإنّـنا بِـــيَدِ الـتَّــفْريق نَـــفْتَقِرُ

وإنّنا كَمَداً نَفْنَى، وَعِزَّتُنا
في كِلْمةِ «الْعُرْبِ» كانُوا، سَوْفَ تُخْتَصَرُ

يا أَنْتُمُ الْيَوْمَ لا شَيءٌ، وإِنّكُمُ
لا شَيْءَ في الْأَرْضِ يا أَعْرابُ فَانْدَثِرُوا !

لَقَدْ تَصَلَّبَ منّا الْجِلْدُ وَانْكَسَرَتْ
منْ وَخْزِها ــ زَمَناً ــ في جِسْمِنا الْإِبَرُ

مِثْلَ الزُّجاجِ غَدَوْنا، لَيْسَ يَجْمَعُنا
أَصْلٌ، وَمــا كَــسْرُنا وَاللهِ يَــنْجَبِرُ

صِرْنا شَتَاتاً فَلاَ دِينٌ يُوَحِّدُنا،
في الأَرْضِ تِهْنَا كَأَنْ أَجْدادَنا الْغَجَرُ !

في الأَرْضِ تِهْنَا كَأَنْ أَجْدادَنا الْغَجَرُ !

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *