الرئيسية / نصوص / بابُ الشهيق

بابُ الشهيق

صونيا خضر

 

على شرفة واسعة أفرد هذا العمر

على أمنية موجعة لصيف مضى 

باقتراب فراشاته

بظمأه اللذيذ 

بأخضره الذي يفوح 

كلّما فركت نعناع القلب بين كفيّ

 

على فكرة لاذعة ينبت العشب

 فوق يوميَ الرطب

مثل قلادة أنكسر 

وأسقط

إلى همهمات الشوارع تنهش صوتي 

إلى المتعبدات خادمات الربّ 

تنهرن ابتهالاتي

إلى خيالاتي

 

هل من حواف ملساء أعلى الصلاة 

لأهوي

هل من جوف مضيء لبطن هذا الليل 

لأراه

خذ قلقي يا الله 

وهبني ولو حظيرة صفراء

تصهل فيها انتكاساتي

خذ وجهي

وهبني التراضي 

هبني افتراضي الذي فقدت

هبني مساءاتي التي من اضطراب 

ووسّع باب الشهيق في صدري إلى أقصاه 

إلى الشرق ينوح قتلاه

إلى الغرب يتستّر على معاصيه 

إلى الشمال والجنوب 

وما بينهما من هرولة 

لاغتراب صُنع الممشى الرديء على ما لم يجيء

في الكتب

كيف لهذه الرئة الضامرة أن تخضّر 

والهواء للعبَث

والنسيج للستر

والسأم للنشيد يعلو ويعلوه النحيب

كيف لهذا الجسد أن يرقص 

والصدأ يلوك مزاج الموسيقى

كيف لهذا العالم أن يضيء

والعفن يأكل روحه

يأكل روحي

 

على شرفة واسعة أفرد هذا العمر

أشمسّه طويلاً 

ثم أطويه 

ثم أرميه.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

تلك الحياة

غسان زقطان ذاهبٌ كي أَرى كيفَ ماتُوا ذاهبٌ نحوَ ذاكَ الخرابِ ذاهِبٌ ...