فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

لست شاعرة

أسماء حسين

 

لست شاعرة
لا أعرف شيئًا عن كتابة الشعر
هل تصدقني؟
أعرف فقط أني أحب يديك
عروق يديك قصائد يمكن لمسها
يدس بذورها فلاح مجهول في رأسي.
لست شاعرة
وكنت أعتقد أنني أفقد شيئًا من روحي
مع كل نص أكتبه
لكن أنامل يديك
تقف أسفل رعشة عمودي الفقري
كما تقف فقرات بورخس وغايمان
في أقصى عنقي مع بهار الزيتون الحارق.
لست شاعرة
لكني أخاف الشعراء
لكني أحب الشعراء
لكني أغار من الشعراء
انهم يحتلون مكتبتي
ويخرجون ألسنتهم لي
حين يطردونني خارجًا ويمرحون في منزلي
يفسدون صور العائلة على الحائط وتزدحم بوجوههم
لست واحدة منهم.. لكني أصدقهم وأحسدهم
وأحيانًا أسرق مخيلتهم.
لست شاعرة
وليس باستطاعتي أن أكتب لك في هامش مذكرة المطبخ
أو على مريوله الملطخ
كيف يضحك المرق سعيدًا حين أطبخه
لأنه سيفر من أصابعي إلى داخلك
سيذهب وحده عميقًا في دمك
بينما تقف شفتاي عند صافرة الغليان على حافة شفتيك.
لست شاعرة
لكنني أحاول أن أكون صادقة في الكتابة عوضًا عن الحياة
التي ألوثها بالكذبات المختلفة
أحاول أن أصير بابًا لبيت
لا خطوة ناقصة، أو جهاز لقياس الخصوبة
أخبرتني ساق الشجرة التي تحاول أن تسير في مجاز القصيدة
أن الشعر هو ما ينقص كل الأشياء
حتى نستطيع أن نحبها للأبد.
لست شاعرة
حتى وإن أخبرتك -بصدق-
أنني كلما كتبت الرسائل للرجل الغائب في فراغ صورتي الوحيدة
تزهر يدايَ وحدها وتنبت منها قصيدة.
لست شاعرة
ولكن عندما مات رياض، تجمعت كل قصائده حول جسده الهزيل
وأخذت تبكي
شقت بعذوبتها قلبي.. فلملمتها وأدخلتها بيتي.
لست شاعرة
ولا أعرف كيف كان يكتب الشعراء
قصصًا من طفولتهم أمام مسلسل ماجد
وحكايات سنفورة وأصدقائها
أو يلعبون الاستغماية مثلنا حقيقة، لا مجازًا في نصوصهم
لكنني أجدك عندما أضع يدي على قلبي
ومن هنا
ينبت الشعر
ويحكي القصة الأطفال في دمي.
لست شاعرة
لكنني أحب شعور أن أبدو في عينيك قصيدة.
لست شاعرة
لكن كل النصوص أصابع تحاول لمسك
ويداي صغيرتان.. وملتصقتان للأبد
-مثل كل كلماتك الجميلة-
بجسدي الوحيد.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *