فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

سوزانا

بلال قايد عمر/ اليمن

 

* إلى فراشة الضوء “سوزانا أحمد” من غادرتنا دون وداع، في الذكرى الأولى لرحيلها.

 

في الزمن الذي لن تكتمل به المرايا
يطل الفراغ من داخل البراويز
فيغدو الموت غياباً من ذاكرة الحائط.
فالجميلات هن النقيات حين يسكبن
الضحكات وتزهر الوجوه بالورود.
والحزن في صدرك يفتش عن
ثورة ضوء لينبثق فرحاً
…………
وسقطت نجمةٌ
كانت قد أصبحت مداراً
في الفراغ المحيط بنا
“والقمر المحشو بالورد”
يراود الشجن
والمنتهى.
………….
سوزانا
بوح المرايا..
أغنيات لفراشات تلتحف الضوء
تشظي أحلامها، تسقط موالها
وظفائر عشقها المسافرة لزمن الحلم
فليغنِّ الآن الموت.
…………..
إن الليل زائل
في غيابك يا سوزانا تجثم علياؤك
على لحدٍ يمدُ ترابه
وصمت يرثي بقايا أنين سُهدٍ.
في زمن الفرح حدثتك
“الموت مفردة مقابلة للحياة وكلما تذوقنا جزءا من أي منهما نتذوق بشكل لا إرادي الجزء الآخر . الموت هو الحياة بكل ما فيها من بهجة”

فيحدث أن يتربص بك الغياب
وتنزوي الألوان في ركن الجدار.
………
روحك المفعمة بالأمل تغسلنا
كموجٍ باردٍ
تحتوينا كشالٍ من قوس قزح
تزرع مدرجاتنا شجر الندى
والموت حين يجرف جسدك
تغدو العيون تائهات في المدى..
دروب بلا طرقٍ فرعية
وتُغلق نافذةٌ للحياة.

 

 

المحرر: ماتت سوزانا (مفسبكة يمنية) في ريعان شبابها بسبب السرطان، وكانت تدون ليومياتها الأخيرة في صفحتها على فيس بوك، وحين ماتت في جلسة علاج تأثر بموتها كتاب وناشطين يمنييين وعرب.. كانت مقبلة على الحياة، وكان الموت يمضي إليها وكان القدر.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *