فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

مشاعر هاربة

نورس الجابري

لا شيء يثير أهتمامها في العيش طويلاً ، ولدت مهملة على سريرٍ رتيب بعريِها التام كما هي الآن ، بعينين تحفر السقف مراراً باحثة عن نجمة مضيئة او سماءٍ تحمل لوناً لا يشبه ظلام غرفتها .
حين تفكرُ فالدمع خيارٌ جيدٌ لمن لا يستطيع الكتابة او لأن الكتابة بكاء من نوعٍ اخرٍ لا احد يلاحظ سقوطها المفاجئ من قلب احدهم ولا احد يكترث لحركة اصابعها المتجمدة بالملل…
الفوضى التي يثيرها دخان السجائر المنتحرة ،قطع الملابس المرمية بشكل مبعثر ، لوحاتها المعلقة بكامل اعاقتها والكتب المركونة دون قراءة يثير اشمئزاز من حولها !
ذات مرة حفرت السقف فشاهدت السماء كحلم لا تعرفه وجدت نجمتها المنتظرة عانقتها بشوق فتسببت لها بجرحٍ عميقٍ ارداها الى السرير مرة اخرى ..
في الصباح قررت النهوض اول مرة
تساءلت : (من أين ابدأ ؟)
كل القطع متناثرة بشكل متباعد لا يرضي تقارب عينيها الجميلتين ،
في الطريق تعثرت بقبلتها الأولى
احمر الشفاه ذاته … ،
أرادت أن تتذكر لونه دون ان تكون قاسية ، دون ان تجلدها الذكريات بالندم ، فأوصلت بخط يشبه مشاعرها بين المنهدة والشال ومنه الى فستانها الاسود انتهاءً بسروالها الداخلي دون ان تشعر بأنها تفعل شيئًا خاطئًا ..
انتهت من رسمه على ارضيتها كسجادة عمياء
وارتدت قلبها دون ان تخدش حياء الارض .
ثم عادت الى السرير بلون جديد ، لا سقف يحد احلامها ولا جدران تمنع قلبها من الإتساع اكثر.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *