قبل ثلاثين عام

وحيد ابو الجول

 

 

قبل ثلاثين عام
على ما أذكر
لم أكن تواقًا لأيّ شيء
أيّ شيء
كنتُ بائسًا مثل الجميعِ
أفرغُ كل نهارٍ أحلاميَّ في بئرِ القريةِ
كنا جميعًا نفعلُ هذا
ونخاف قليلًا مِنَ الموتِ
ومِنَ العطشِ
نخاف ايضًا من ساحةِ المعركةِ
بصراحةٍ
كانت مهولة في ذاك الوقت
مثل أمورٍ كثيرةٍ لم أتذكرها الآن
لكنها بالتأكيدِ كانت مخيفة
تذيب أصابع اليد
والرؤوس الجميلة
كنا بلا أمهات
يتامى
وآباؤنا يشبهون الوداع
ويشبهون النجوم البعيدة
هذا لأننا لا نعرف شيئًا عن الشتاء
ولا الصيف الذي يخرج مِنْ تحت معاطفنا
كنا فقط نخاف
ونرمي الّليلَ بالصراخِ
بأمورٍ كثيرةٍ تذيبُ الرؤوس
مثل وردةٍ في الطريق.

 

*شاعر وروائي من العراق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى