فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

كتابات

لو كان الكتاب رجلاً لتزوجته!

أسماء جزائري

 

أغار على الكتاب مثلما أغار على الحبيب تماماً، وأتمنى لو كانت القراءة في مستطاعها أن تكشف عن من يمارسها فور حمله لكتاب ما..

 

نسبة المقروئيّة لا ولن تقاس برواد المعارض الذّين لا يبدون أيّ اهتمام بمحاضراته (مع تحفظّي على القليل من الأسماء) مهما حاولنا تشجيع أنفسنا، بل تقاس برواد المكتبات الذين يدهشون بائع الكتب باهتمامهم للحدّ الذي يجعله يمسح عبراته ويتّصل بهواتفهم إن هم غابوا ،بل وينتظر قدومهم  مثلما ينتظر صيّاد مسنّ تحرّك سنّارته في عمق الاحتمالات ،وبالذين يحمّلون الكتب بغية قراءتها لا تخزينها في مكان سيعلم الله وحده أين وضعوها يوماً

 

أين يجدُ النّاس الوقت للحديث والضحك حين يجرفهم فيضان الكتب؟!!

 

من المؤكد أنّ العالم ليس على قياسي وبالمقابل ليس على قياس أحد ، لكن بخبرتي البسيطة في اقتناء الكتب أعلم جيداً أن ذهابك للحصول على الكتب في أيّ مكان كان يحتاج لتقوم بذلك لوحدكَ أو مع قارئ يعلمُ جيّدا أنكما فور رؤية الكتب سينسى أحدكما الآخر بكلّ بساطة ودون ملامة  ولي ثقة في صديقة واحدة يمكنها مرافقتي لمثل هذه الأماكن “أمال” ، وللأسف لم ننجح حتّى في هذه المرّة، أملك ذاكرة أسماك خاصّة إن تعلّق الأمر بالكتب، وأضيع من أخواتي في كلّ مرّة والحمد لله أنه ثمّة اختراع للهاتف، يمكنني أن أنسى نفسي وأجلس على الأرض لأحصل على كتاب في الرفّ الأرضي فالنّاس يختفون من حولي في لمحة بصر ولو استدعاني ذلك نزع كعبي الذّي قلّما أذهب به لمثل هذه الأماكن، فالبحث عن الكتب يشبه تماما ممارسة الرياضة ويحتاج لحذاء رياضي وعيون جمبازية في امكانها القفز على كلّ الاصدارات  بحركات سريعة وأخرى بهلوانيّة ما يتركُ دائما في البائعين مهابة الدخول معكَ في نقاش ولو عن العناوين وآخرين استعدادهم للبقاء معهم طيلة اليوم.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *