عبد الرحمن سنان*
أتاني هاتف بالمنام أن عد من حيث أتيت.
عد إلى وطن لم يحمل لك يومًا بين ثناياه بسمة…
دعوني أخاطب وطني الذي أعشقه رغم مرارة ذاكرتي، وسوادها بصفحات حياتي عليه. وطني لم تكن رؤومًا معي ذات يوم كي أصفح عنك. لم تعرني على كثرة عشقي لك سطرًا أبيت عليه مطمئن البال.. راض النفس.. قرير العين…
فكلما دلف بي الليل عليك راجت أحزاني كأني والقدر على تضاد كل منا يريد للآخر ألا يستريح… وهاأنذا أبعث إليك من مهجري أن شوقي إليك جارف، فأنت الأب الذي يبقى في القلب رغم قسوته والولد الذي لا أستطيع كرهه رغم عقوقه.
أنت شجرة الحب في ربيع الحياة، ولبنة الروح في بستان الوجود…
وطني كم تدمع عيناي عندما أشاهد جرحك الغائر ولا أستطيع إنقاذك.
كم يؤلمني قلبي وأنا بعيد عنك. كم أتمنى أن آخذك بالأحضان ساعة. أراك الشيخ الهرم الذي أطال الدهر لحيته، وحنى ظهره.. الطفل الذي يولد من رحم المعاناة كي يموت دون جريرة.
أنت أنا وأنا أنت. بعثنا القدر على جناح البؤس كي نعيش وليتنا استطعنا التأقلم…
قبلاتي لك أيها الشيخ الهرم وتمنياتي لك بميلاد آخر سعيدًا ينفض عن كاهلك غبار الأسى، ويسطر على حاجبيك بسمة ألتقيها وأعيشها معك ذات يوم….
_____________
* كاتب يمني شاب يقيم في ماليزيا