فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

بوست

الفايسبوك.. السقوط عمودياً!

حسن بولهويشات

 

تسقط منشورات الفايسبوك عموديّاً نحو الأسفل. تحدث دويّاً ثم تسقّر في عمق البئر المهجورة مثل حجارة الرعاة. لا نراها من فرط تساقط أحجار كثيرة كلّ يوم.

 

أمّا أنه يحتفظ بأغراضنا الشخصية كاملة ويُذكّرنا كلّ عام بوجودها في مكان آمن من باب الردّ على المشكّكين من أمثالي، فتلك هي خدعة الفايسبوك الكبيرة التي لا تختلف عن خدعة معلّمنا في الابتدائي الذي كان يضع حبّات الحلوى فوق المكتب حيث كلّما تفوّق أحدنا في الاجابة رفع احدى الحبّات من ذيلها عاليّاً ثم أعادها فوق المكتب.

 

وهكذا ظلت نفس الحبّات تظهر فوق المكتب في أوّل الحصة ثم تختفي في الخزانة ونحن نهمّ بالخروج حتّى انكشف غطاؤها في شهر مايو وصارت مجرّد أحجار صفراء.

 

لكنّ الغريب أن لا أحد منّ المتفوّقين تجرأ يومًا وطالب بجائزته.

انه الدّرس الأول في الترويض على الخنوع وعدم المطالبة بالحقوق الذي استوعبناه جيّداً على مقاعد الدّرس.

 

وحين كبرنا وجدنا الجميع يتحرّك بكمّامة على الفم مع اختلاف بسيط في طول الحبل الذي يشدّ هذه الكمّامة الى الأذنين.

أستبعد أن يفكّر الفايسبوك بهذا المنطق. لكن مشيته العجلى تبعث على التوجّس وعدم الاطمئنان.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *