فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

الحبّ يمشي متكئاً على عكّاز

حسن بولهويشات

 

منذ أن صفعني الحبّ 

وأنا أتحسّس وجهي ناسيًا اعتذاره

وأكتب قصائد نثرٍ على شكل أدراج عمارة 

مفكّكة وفارغة مثل أمعاء إثيوبي

ومبعثرة كأسنان الفقير 

طويلة ومكتظة كشاحنة نبيذٍ 

وقصيرة وخانقة أحيانًا كربطة عنق 

وبلا نقطٍ ولا فواصل كشتائم من خلف نافذة ،

أكتب لأهرب إلى هناك  

وتشعّ قصائدي هناك لأكنز الظلام والشقاء هنا 

حتّى صرت شاعرًا بقليل من الإصرار 

وجباناً بكثير من الوسواس

 وصار الحبّ بطلًا قوميّاً بالإشاعة والمناصرين 

أراه قادماً في مركبةٍ تجرّها خيول نشيطة

فأختفي في حفرةٍ واضعاً خوذة على رأسي 

وكمّامة على فمي

يرميني بالحجارة ويضحك 

فتسمع أذني الدّويَّ وأصمت  

ولا أدري متى وكيف تشّجعتُ 

وأحكمت قبضتي عليه، 

جرّدته من ملابسه ووضعتها داخل مكبّ نفايات 

من باروكة شعرٍ وأهديتها إلى قطّ الجيران

 ليستعملها وسادة للنوم 

 أو مروحة يدوية عند الضرورة 

من سمّاعة طبيّة وتركته منقطعاً عن العالم 

ومن ساقٍ اصطناعية ليمشي متكئاً على عكّاز 

ويلوّح للأشباح والعابرين، 

ما أقساك أيها الحبّ 

وما أغباني حين رددتُ القسوة قسوتين 

وأصبحنا غريبين لا نلتقي على رعشةٍ خاطفة

إلا لنفترق بارتخاءٍ في العواطف 

تُرشيني بإجاص الأعالي ومشمش السواحل 

وأرشيك بالمال الوسخ وخمر الدوالي 

فشكرًا أيها التاجر العربي

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *