فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

كائنُ الاعتذارات

محمد القعود

 

منذ أن رضع ثدي الحياة

وهو يعتذر لكل شيءٍ…

 

يعتذرُ لقهقهاته التي يطلقها

في كل اتجاهٍ،

ويقدم اعتذاراته لاعتذاراته التعبة

من أداء مهامها الرسمية

دونما راتبٍ، أو شهادة تقدير..

 

يعتذرُ لخطواته

التي يتركها تسير في اتجاهاتٍ متعددة..

 

يعتذرُ بعد كل قبلةٍ

يُودعها فوق شفاهٍ شرهةٍ..

 

يعتذرُ لطيف امرأةٍ

أسقطته باللهفة القاضية..

 

يعتذرُ للكلمات

التي تغيضه أو تبهجه

وينسلُّ إلى المعاني الصامتة..

 

ليس له من مهنة

سوى الاعتذار

ولا هواية.. ولا موهبة

سوى الاعتذار..

 

تنتابه الكآبة إن لم يعتذر

وتغشاه نوبة من الهلع

والبكاء

والعويل

إن لم يقدم اعتذاره

لأي شيءٍ..

حتى دموعه التي تنهمر

بدون مبررٍ

سوى للتعبير عن تضامنها معه

يقدم لها اعتذاره

ويشكرها على موقفها النبيل،

لكنه كعادته دوماً

يعتذر

لا لشيءٍ

إلا أنه يجب أن يعتذر..!!

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *