فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

كلُّ حزنٍ وأنت الناي

هاني ملحم

 

كلُّ حزنٍ وأنت الناي

وأذكر أنها قالت لي:

من الأفضل أن تبدّلَ حبال صوتك

بدلاً من أن تنشر عليها ذاكرة البكاء

كي لايصيب الصدأ أطراف السؤال

وكانت تقول لي:

الشعراء لايخوضون الحروب

فلاترهق أصابعك بكثرة الانحناء

لتقلدّ نخلةً يلهو على أكتافها

جيلٌ من عناقيد الكلام

لأنّ الحصى 

التي اعتدتُ أن أرمي بها امتدادك

سقطت من يدي التي ثقبتها

بآخر قبلةٍ في أول لقاء

أين وجهك الذي كانت تنمو فيه

كلّ يومٍ سبع حواس؟

لماذا لاأرى النهر في عينيك؟

هل سرقوه منك دون أن تدري؟

هل تسرّب منك وأنت تدق أركان بيتك

وشماً تحت ثغر الهواء؟

وكانت تقول لي أيضاً وهي تدخّن حيرتي:

لماذا لم أعد أسمعك؟

لماذا لم أعد أسمعك في السَحَر؟

هل أخذوا منك تمتمة النسيم

ليبثوا اللحن في أروقة القهر؟

المرأة التي قامت على أصابعها

حضارات بكل الألوان تقول لي:

هل تعرف بابل؟

هل قرأت عن تاريخ بابل ؟

بابل لم تكن معجزةً لكنها

نسقّت خضر الجنائن في جدائل الريح

أنا هي حدائقك المعلقة

وأعرف أنك لست نبوخذنصر الثاني

ولكن أخبرني: هل تحبني؟

هذا ماقالته المرأة الممتدة

من أقصى الرحيق إلى أقصى الهديل

قبل أن تطفئ سيجارتها

وتمضي في خيط دخانٍ بعيد

وأنا المهمش المعذَّب المشرد

أحرقتُ قصيدتي ومضيت

وأنا أذكر أنها قالت:

من الأفضل أن تحتسي هذا الليل

بدلاً من فنجان قهوةٍ عقيم…

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *