فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

قصة وسرد

تفاصيل صغيرة

إيمان أحمد

حسناً أنا أفكر طوال الوقت، أخلق سيناريوهات كثيرة في رأسي، والكثير من القصص
أفكر في كل الوقت الذي سيأتي والذي مضى، أفكر فيّ وفي الآخرين، أولئك الغرباء منهم، أفكر في ما يمكن أن يفكروا فيه..
تمر امرأة مسنة تحمل جسدها وأكياسها الكثيرة، أفكر في وحدتها،لماذا لا يحمل هذا العبء عنها أحد؟
تمر طفلةٌ صغيرة، تتوقف قليلاً أمام محل الألعاب، ما الذي رأته في تلك الدمى يا ترى؟
الرجل الذي يشرب قهوة الصباح في مقهاه المهترئ ذاك ويحدّق في الفراغ، ما خطبه؟
..
إنني أفكر، في كل شيء..
تتسلل فكرة كبيرةُ إلى غرفتي، فأفكر فيها، جاءت جاءت؟
اي ثغرةٍ سمحت لها بالعبور!
تهديني طفلة
وردةً ، فأفكر في اللون الذي أحب، كيف خلق الإله هذا الجمال؟
أنظر إلى وجهي في المرآة، أفكر في نفسي، أتساؤل مرةً أخرى “من أنا؟”
أبتسم، تسألني الفتاة في المرآة “هل ابتسامتي جميلة؟”
أفكر في المرآة، كيف تعامل الناس مع وجوههم أول مرة؟
كيف تعرّفوا على أنفسهم؟ متى بدأت أدرك أن هذا الوجه لي؟

أفكر في كل شيء، في فوضى المرور، في ازدحام الشوارع، أتساءل عن كل الوجهات التي يقصدها أولئك العابرون..
أفكر في الثوب الذي سأرتديه غداً، واللون الذي سأضعه على شفتي، أفكر في كل الأشياء التي تنقصني، وتلك التي حظيت يوماً بها، أفكر في أمي،
افكر في الموت، في الحياة، في في كل شيء في كل التفاصيل التي لايلاحظها احد
إنني مريضةً بالتفكير، ولا أعرف كيف أوقف تلك العاصفة، أتأمل الأشياء بعمق،
ولا أعرف كيف أصف كل ما أحدّق فيه، أحدّث نجمتي أحدثها عن كل تلك الأفكار المجنونة، فتنصت لي بشغف، وتحدّق في الأشياء معي..

أنا مريضةٌ بالتفكير، بالأسئلة، بالبحث عن أصل الأشياء!!
أنا مريضةٌ بالتفكير، والضجيج الطويل..

اللوحة للفنانة روناك عزيز

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *