فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

الريح نقلتني إلى هناك

رزان بنورة

كنتُ طفلة
وكان الغرباء يطلبون مني الشوكولاتة التي في يدي
كنوع من اللطافة
وكنتُ أعطيهم إياها دون تردد ولا بكاء.
‘ هذا ما قالتهُ لي والدتي’.

لهوتُ بتجميع عرائس الإسفنج
وأذكر جيداً جيداً
كيف وزعتُ جميعها
على صديقاتي
دفعةً واحدة
في الصف الخامس
وكبرتُ فجأةً

الريحُ نقلتني إلى هناك
إلى الجهة المُعتمة من العالم
وأخذتُ غفوة طويلة طويلة طويلة طويلة طويلة طويلة طويلة طويلة

طويلة ثمانِ مرات؛
لأنها تعدت ” سابع نومة “.

لم استيقظ بعد

..
.

العتمة كانت غريبة أيضاً
ومنحتُها صحوي وطفولتي
كما فعلتُ مع الغرباء منذ الصغر.

اعتدتُ العطاء
لهذا .. أبررُ لنفسي خياناتكَ
أيها الحب
لأحافظ على هذه العتمة
وأكون صديقتها المخلصة
إلى الأبد.

إنني أكررُ نفسي
أكررها
بشكلٍ مختلف في كل مرة

ومن كثرةِ ما كررت ‘ إلى الأبد ‘
ها أنا أسكن فيه.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *