فضاءات الدهشة

يهتم بالكتابة المدهشة..رئيس التحرير أحمد الفلاحي

نصوص

يهددون غاباتي بك

شذى كامل خليل

مارست الحب مرة مع (الخوف)
منذ ذلك الوقت وأنا أكتب فحسب.
‏*
كنت أزورك..
وكان لنا مكاننا المعتاد
قاع البحر
والكثير من النباتات الملتفة حول ساقيك إمعانا في شدك للأسفل
وطوق نجاة اضطررنا لثقبه كي لا يشي بموتنا
أو ربما أردنا أن ننجو من الحياة باقترافنا قتله.
‏*
هل تذكر حين قررنا أن نؤلف طفلا تلك الليلة؟
وأننا شرعنا في كتابة النوتات التي ستصلنا في نهاية الأمر إليه؟
وأنه حين بدأنا ننتهي
كان الطفل يحمل نسب كل نساء العالم إلا أنا!
هل تذكر حين قررت أن تبحر في دمي؟
وكان لازما أن يحملك مركب خشبي صغير
هل تذكر حين احترق؟
وحين أحرقتني؟
هل كذبت حين قلت لي أنك امتنعت عن تدخين السجائر؟
وأن الدخان الذي هرب من عيني ليس إلا سحابة صيف عابرة؟
وأن الاحتراق الذي أودى بك داخلي
كان مقدرا له أن يكون منذ ألف سنة
وأنه بالكاد قتلت بي حتى تحول مركبك المحترق إلى آثار قومية ‏
مما اضطرني لبيع جسدي كاملا للوطن؟
‏*‏
أنا لست لا أحبك..‏
أنا لست لا أحبك ولكن يهددون غاباتي بك
وأنا منذ الطفولة أكتبها، شجرة.. شجرة
أنا لست لا أحبك ولكنهم يهددون أنوثتي بذكورتك
وأنا التي مازلت أكتبني امرأة، امرأة
وأحارب جهلك بي
نصا تلو نص
وأعانق العالم.. جملة تلو جملة
هل تفهم كيف أني لست لا أحبك..
ولست أحبك جدا؟
‏‎

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *