بدرية محمد

كل ماكنت أخشاه
وأنا أتسلق جدران الحزن
أن أرتطم بالواقع

أن تصفعني يد

الحقيقة..
حاولت أن أتشبث بالوجع
كي لا أقع من جديد..
ولكن دون جدوى

وحده الليل من كان
يقاسمني الخوف الذي
ران على وجهي المنهك

أناملي الذابلة تحاول
أن تكمم أفواه الفرح.

حناجر السماء تعوي
وتلقي بآلامها على
وجه المساء !

المدينة تضج بالبكاء
وأنا أقبل جبين الفجر
أن لا يبزغ دونك
أو يحملني إليك تغريدة
عصفور يتيم أو قطرة
ندى تلمع على كف
القصيد!!!
آه لصوتي المخنوق..

الساعة الآن تشير إلى
موعد الخريف،
الشتاء دائم.
وأنا أرتعش خلف ذكرياتك
ألمس صورتك المنطفئة
ألمح وجهك البارد..
يلفه الصمت,
فتهجرني مدن السلام
صقيع الشوق يتسرب
عبر ثقوب الانتظار
يخترق ذاكرتي بشتى
أنواع العذاب
وينسج من رحيلك
الشتوي الموت القادم
للضوء.. للأمل والأمنيات!!